190

وتضيف قائلة: =بات مألوفا رؤيتي ساهمة واجمة، وقد أصبحت دمية يلهو بها أصحاب المدارس الفكرية_على اختلاف انتماءاتها العقائدية_لترويج أغراضهم ومراميهم عن طريق أمثالي من المخدوعين والمخدوعات، واستبدالنا بمن هم أكثر إخلاصا، أو إذا شئت (عمالة) في هذا الوسط الخطر، والمسؤول عن الكثير من توجهات الناس الفكرية.

وجدت نفسي شيئا فشيئا أسقط في عزلة نفسية قائظة، زاد عليها نفوري من أجواء الوسط الفني_كما يدعى_معرضة عن جلساته، وسهراته الصاخبة التي يرتكب فيها الكثير من التفاهات والحماقات باسم الفن أو الزمالة.

لم يحدث أن أبطلت التعامل مع عقلي في ساعات خلوتي لنفسي وأنا أحاول تحديد الجهة المسؤولة عن ضياعي وشقائي، أهي التربية الأسرية الخاطئة؟ أم التوجيه المدرسي المنحرف؟ أم هي جنايات وسائل الإعلام؟ أم كل ذلك معا؟ .

لقد توصلت_أيامها_إلى تصميم وعزم يقتضي تجنيب أولادي

_مستقبلا_ما ألقاه من تعاسة مهما كان الثمن غاليا؛ إذ يكفي المجتمع أني قدمت ضحية على مذبح الإهمال والتآمر والشهوات+(499).

وبعد ذلك تزوجت بالممثل محمد العربي الذي كان متململا من حياة الفن، حريصا على تطليق الشهرة التي حصل عليها من جراء الفن.

وبعد زواجهما قاما بزيارة للأراضي المقدسة، وطلقا حياة الفن والتعاسة إلى غير رجعة، فالتزمت هناء ثروت الحجاب، وكرست جهدها لرعاية زوجها وأولادها.

أما زوجها فقد أكرمه الله_كما تقول_بحسن التفقه في دينه، وتعليم الناس في المسجد.

وتقول: =أولادي الأحباء لم يعرفوا بعد أن أباهم في عمامته، وأمهم في جلبابها كانا ضالين فهداهما الله، وأذاقهما حلاوة التوبة والإيمان+(500).

وبعد أن من الله عليها بالتوبة والهداية توالت الأقلام المسعورة، والحملات الضارية محاولة ردها عن دينها، وفتنتها في توبتها، وذلك بعرض أفلامها السافرة، والكتابة عنها، وتشويه سمعتها، إلا أنها_وبتوفيق من الله_صمدت أمام ذلك كله.

Page 190