140

Tawali Tanis

توالي التأنيس بمعالي ابن إدريس لابن حجر

Genres

وقال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الرحمن بن داود بن منصور ثنا عبيد بن خلف البزاز ثنا إسحاق بن عبد الرحمن ثنا حسين بن علي الكرابيسي سمعت الشافعي يقول: كتب مطرف إلى الرشيد: إن أردت اليمن لا يفسد عليك فأخرج عنا محمد بن إدريس، وذكر [قوما] من الطالبيين، قال: فبعث إلى حماد البربري فأوثقنا في الحديد، فقدمنا على هارون [بالرقة] قال: فأدخلنا عليه، ثم أخرجنا من عنده ولم يكن معي سوى خمسين دينارا، قال: فأنفقتها [على] كتب محمد بن الحسن، قال: فجئت يوما فجلست إليه وأنا من أكبر الناس هما وغما من سخط [أمير] المؤمنين وزادي قد نفد فلما أن جلست أقبل محمد يطعن على أهل المدينة، فقلت: إن طعنت على البلد فإنها مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومهبط الوحي، وإن طعنت على [أهلها] فهم أبو بكر وعمر والمهاجرون والأنصار، فقال: معاذ الله أن أطعن عليهم وإنما أطعن على حكم [من] أحكامهم، فذكر الشاهد واليمين فذكر بحثه معه في ذلك ومباحث كثيرة ذكرها، قال: ورجل [من] ورائي يكتب ألفاظي وأنا لا أعلم فأدخله على هارون وقرأه عليه، فقال هرثمة بن أعين كان [الرشيد] متكئا فاستوى جالسا، فقال: أعد فأعاده عليه، فقال: صدق الله ورسوله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعلموا من قريش ولا تعلموها وقدموا قريشا ولا تؤخروها» ما أنكر أن يكون محمد بن إدريس أعلم من محمد بن الحسن، قال: فرضي عني وأمر لي بخمسمائة دينار فخرج هرثمة فقال لي: قد أمر لك بخمسمائة دينار وقد أضفنا إليه مثله، فوالله ما ملكت قبلها ألف دينار.

قال زكريا الساجي: ثنا إبراهيم بن زياد سمعت البويطي يقول: قال الشافعي: كتب حماد البربري إلى الرشيد: إن كانت لك حاجة قبلنا -يعني باليمن- فاحذر محمد بن إدريس فإنه قد غلب على ما قبلي، ولو أراد الخروج لم يبق أحد إلا تبعه، قال: فحملت إلى الباب واجتمع علي أصحاب الحديث.

وقال الآبري: سمعت أبا بكر أحمد بن الحسن الفقيه الشافعي يحكي عن أبي القاسم الطالبي عن الشافعي أنه أدخل على الرشيد فقال: يا أخا شافع شققت العصا وخرجت مع العلوية علينا؟ فقلت: يا أمير المؤمنين أأدع من يقول إني ابن عمه وأصير إلى من يقول إني عبده؟ قال: فأطلق عنه ووصله.

Page 162