90

وقام(1) عليه السلام بصعدة قريبا من ثمانية أشهر، ثم سار إلى الزاهر، وأقام فيه قدر أربعة أشهر، ولما حط عامر على صنعاء المرة (الآخرة أول جمادى)(2) سنة عشر (وتسع مائة)(3) بجنود واسعة توجه الإمام ومعه الأمير محمد -صاحب صعدة-، وانتظر مادة فلحقهما(4) من صعدة، فلما أيسا تقدما في قدر مائتين وخمسين فارسا إلى شرقي نقم ليكون الجبل ظهرا لهم، فوقعت هناك وقعة عظيمة(5) استولى فيها عامر على الإمام، وقتل من حوليه يوم الثلاثاء خامس شهر شوال من سنة عشر، وبلغ الخبر صعدة، فضاق الناس (لهذه الباكية)(6) ضيقا شديدا، ولما أسر الإمام حبسه وقيده، في خلال ذلك عرض له مرض عليه السلام [ألم](7) مات منه، فقيل بالسم، وقيل: غير ذلك، والله أعلم، وكان بين أسره وموته ثلاثة أشهر -عليه السلام-.

ودفن عليه السلام عند جده السراجي -عليه السلام- بمسجد الأجذم بصنعاء، قد (كان)(8) بلغ عمره عليه السلام خمس وستون سنة، ومدة خلافته عشر سنين.

وكان عليه السلام في الفضل، والعلم، والورع، والعبادة،

والكرم، والشجاعة، وحسن الخلق، وطيبة النفس، والبرارة، وسائر الخصال الحميدة العالية في أعلى المراتب، لا ينكر ذلك أحد.

[كراماته عليه السلام]

وله عليه السلام كرامات يطول ذكرها، منها: ما نقل من كلامه -عليه السلام- ما لفظه: والله أني لأعجب غاية العجب من وجه الحكمة الربانية من أمور ظهرت، وعجائب انتشرت، مع أني معتقد عقيدة جازمة قصوري في جميع أحوالي، عن جميع من بعد منى من [أئمة الهدى عليهم السلام.

Page 88