88

[الإمام المنصور بالله محمد بن علي الوشلي] (8) الإمام المنصور بالله محمد (بن علي الوشلي عليه السلام ابن محمد)(1) بن أحمد من ذرية السراجي المتقدم ذكره.

دعا عليه السلام عقيب دعوة الإمام الناصر الحسن بن عزالدين -عليه السلام- بقدر ثلاثة أشهر في وادي ظهر من أعمال صنعاء، وكان مبرزا في جميع العلوم، ولازم الإمام عزالدين في فللة وصعدة وغيرهما للقراءة عليه.

وله في أصول الدين مصنف لطيف، ولما تضلع في العلم إنتشر ذكره في الآفاق، وكان لا يحفظ درهما ولا دينارا، ولا ملك خزانة لبيت المال، ولم يعمر له دارا، (ولم يغرس)(2) غرسا، ولا اقتنى عقارا، ولا تزوج غير أم ولده يحيى؛ ولذلك مال إليه أكثر الزيدية في اليمن، إلا من كان بايع الإمام الحسن -عليه السلام-.

وكان عليه السلام مباينا لبني طاهر، عكس مولانا الحسن فإنه حالف عامر على حرب صنعاء، ووقعت من القبائل أشياء وهنت جانب مولانا الحسن، وطرقوا الإمام(3) الوشلي في البلاد لكراهتم ولاية آل المؤيد لزعمهم أنهم أوصياء على الزكاة، [الإمام](4) الوشلي نفس لهم في قبضها، وأقطع الشيعة جميع تلك المخاليف، فكان ذلك عونا له على الاستيلاء على نواح كثيرة، مما كان قد تمكن منها الإمام عزالدين عليه السلام، و(كذلك)(5) الإمام الحسن من بعده.

فلما استولى الإمام الوشلي على هذه البلاد تقوت هيبته في قلوب الناس وأحبه من كان إليه التفات، وفي أوائل شهر رجب من سنة اثنين وتسع مائة وقع اتفاق بين الإمام الحسن والوشلي في بلاد الشرف، ووقفا يتراجعان [فيه](6) في الوجه المسوغ للمعارضة قدر نصف نهار، ولم يقع من أيهما تسليم للآخر، ورجع كل منهما(7) إلى محله، والإمام الوشلي عليه السلام لايزال يتقوى أمره، فأخذ كحلان وسائر تلك الجهات.

Page 86