150

وتقدم مولانا أحمد بن الحسن عليه السلام إلى [مدينة](1) سيئون يوم الاثنين وهي قرار سلطان حضرموت ولما استقرت الجنود الإمامية فيها وصل خطاب السلطان المذكور بطلب الأمان ووصل يوم الجمعة عشرين يوم من شهر شعبان ولما دخل شهر رمضان طلب السلطان من مولانا الصفي(2) أن يجهزه إلى الإمام فأجابه إلى ذلك وهو المرام ولما وصل إلى محروس الدامغ حضرة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام أحسن إليه وعفى عنه وبقي مولانا أحمد بن الحسن في سيؤون مقيما للعدل محسنا إلى أهل تلك الجهة(3) وقبض الحقوق الواجبة، ثم كان خروجه عليه السلام من الجهات الحضرمية بعد صلاحها وقرر السلطان بدر بن عمر على ما كان عليه فيها وجعل في عوده(4) عليه السلام تتبع أهل الفساد في الطرقات بالقبض عليهم وعاد عليه السلام ظافرا منصورا غانما ثم كان مخرج الفضلي والقبض عليه وقصة الهيثمي ومكر الله تعالى منه ومخرج قيفا واستيلائه(5) عليها، ثم كان توجيه القاضي العلامة الحسن بن أحمد الحيمي إلى الحبشة لاستدعاء سلطان الحبشة رسولا من الإمام(6) عليه السلام ، وكان قد سبق منه استدعاء [رسول](7) من الإمام المؤيد بالله فلم يستحسن عليه السلام المسارعة إلى إجابة هذا الملك بإرسال أحد إليه قبل المعاودة منه وتكرار المراسلة فوصل(8) رسولا ثانيا حتى بلغ أطراف الحبشة وبلغه وفاة الإمام المؤيد بالله عليه السلام [فكتب](9) إلى ملكه بذلك فأجابه بالنفوذ وعوض الكتب إلى مولانا [أمير المؤمنين](10) المتوكل عليه السلام فاتفق رأي أهل العلم والفضل بعد وصول ذلك الرسول على أن إجابة هذا الملك بوصول رجل إليه متوجه مع تعلق الطمع بإسلامه فتوجه القاضي المذكور وجرى له في الطرقات أخبار تطول [شرحها](1) حتى [وصل و](2)من معه وهم نحو ثلاثين نفر إلى المدينة التي الملك فيها(3) في يوم الجمعة سلخ شهر صفر سنة ثمان(4) وستون وألف وكان للملك قلعة يتحصن بها وقد تهيأ ومن عنده تهيئة الملوك على قاعدتهم ولمانظر الملك رسول الإمام عليه السلام نزل عن سريره إعظاما ولم يكن من قبلها قد نزل(5) لأحد قط، ولما استقر المجلس أقبل على القاضي وقد أعد الملك ترجمانا فسأل عن جميع الأحوال وأحفى السؤال وبالغ في طلب التحقيق عن الإمام وعن أولاده وإخوته وأولاد أخوته وبالغ في(6) استفصال.

ثم كان بعد أيام طلب القاضي إلى مقام خاص وأفاض(7) عليه مكنون سره وأعلن بما في ضميره حتى أتى على آخره يريد بذلك أن يبلغه القاضي إلى الإمام عليه السلام برمته ثم تبع ذلك مماطلة وأحوال مضطربة تعقبها خروج القاضي من الحبشة في آخرشهر القعدة [الحرام](8) سنة ثمان وخمسين وألف إلى حضرة الإمام عليه السلام.

ثم كان توجه مولانا أحمد بن الحسن عليه السلام إلى صعدة في شهر جماد الأولى سنة ست وخمسين وألف وتسلم السيد إبراهيم بن محمد عليه السلام واعتذر عن الوصول إلى الإمام عليه السلام ورجع مولانا أحمد بن الحسن عليه السلام.

Page 150