140

وأما السيد إبراهيم بن محمد عليه السلام فإنه لما دعى عقيب موت الإمام المؤيد بالله يوم الأحد سلخ شهر رجب وكان متقدما على الإمام بساعة أو ساعتين من ذلك اليوم، وبث دعوته إلى الإمام، وإلى الجهات، أجابه جماعة من أهل(1) صعدة، وما زالت المكاتبة بينه وبين الإمام، وهو يوهم الإمام مثل قوله: إني قد دخلت في أمر أعلم قصوري عنه، وإنما المراد معرفة الوجه الذي يحصل به التسليم، ويقرب تارة ويبعد(2) أخرى ، وكان قد حصل بسبب ذلك في بلاد صعدة فساد كبير، وسفك دماء ومنكرات، ولم يكن لدعوته عليه السلام نهضة ولا إجابة.

ولما وصل مولانا أحمد بن الإمام عليه السلام إلى صعدة، وقد أمره الإمام عليه السلام بأن يبقي السيد المذكور على حاله حتى تحصل المراجعة والبصيرة، فارتفع السيد إبراهيم عليه السلام إلى رازح، ولما انضم إليه من القبائل جمع كثير كتب مولانا أحمد بن الإمام بذلك إلى الإمام عليه السلام ؛ فوجه مولانا محمد بن الحسين عليه السلام ، ولما وصل إلى صعدة انقبض السيد إبراهيم إلى فلله فراسله مولانا محمد بن الحسين عليه السلام ، وبعث إليه بكتب الإمام عليه السلام وخيره بين الوصول للمناظرة أو الخلاف ووجب جهاده؛ فأجابه السيد إبراهيم عليه السلام أنه عازم على لقاء الإمام عليه السلام ، ثم وصل إلى صعدة، فتلقاه مولانا أحمد بن الإمام بالتعظيم، وحثه على الاتفاق بالإمام عليه السلام، [فتلكأ من ذلك، فقبض عليه ووجه معه مولانا محمد بن الحسين عليه السلام.

Page 139