138

ولما استقر الإمام عليه السلام بذمار ناظر فقهاءها وطلبهم البيعة، وكان قد سبق منهم بيعة لمولانا عبدالله بن الإمام لصنوه أحمد بن الإمام، فبايعوا مولانا المتوكل على الله لما ظهرت لهم الحجة، وانقطع عن المخالف كل شبهة، وكان قد بذل لهم عليه السلام الإنصاف فانقطع بحمد الله الخلاف، وتفرقوا داعين راضين غير ناصين عليه السلام غير مترددين، ثم عاد الإمام عليه السلام إلى ضوران، ومولانا محمد بن الحسن [عليه السلام إلى](1) اليمن، ومولانا أحمد بن الحسن بقي بذمار؛ فوصل إلى الإمام مولانا محمد (بن الحسين بن الإمام)(2) وبايعه عليه السلام ، وأرسله الإمام عليه السلام إلى(3) صنعاء، وتبعه مولانا أحمد بن الحسن عليه السلام بعد أن انظم إليه السيد شرف الدين [بن](4) مطهر، وكان في مدينة رداع مجيبا دعوة [مولانا](5) أحمد بن الإمام؛ فوجه مولانا محمد بن الحسن عسكرا مع قيفة فوقع بينهم حرب انجلى على قتل أنفار، ثم والى بعد ذلك واستسلم، وانظم إلى مولانا أحمد بن الحسن عليه السلام من خولان العالية قبائل، وتكاثرت العساكر، وكان ذلك في العشر الأواخر من شهر رمضان، سنة أربع وخمسين وألف؛ فكان حصار صنعاء.

فخرج مولانا أحمد بن الإمام من شهارة للتفريج علىصنعاء بعد وصول الخبر إليه بحصارها سادس وعشرين من رمضان، ومعه نحو الألف وهم يتناقصون حتى وصل إلى عمران، وكان ذلك من ألطاف الله الخفية والتدبيرات الإلهية فإنه لو بقي في خمر لطالت (المدة)(6) والفتنة، وذهبت نفوس وأموال، والله غالب على أمره.

Page 137