159

Tasliyat al-majālis wa-zīnat al-majālis – al-juzʾ 1

تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1

Genres

المصطفى، وقاضي دينه، ومنجز عداته، وقاضي دينه، طال بقوادم الشرف لما على بقدمه على الكتف.

ناداه البيت الحرام بلسان الحال، وناجاه الركن والمقام بمعاني المقال: يا صاحب النفس القدسية، ويا منبع الأسرار الخفية، ويا مطلع الأنوار الإلهية، ويا دفتر العلوم الربانية، أما ترى ما حل بي من الأرجاس؟ أما تنظر ما اكتنفني من الأدناس؟ الأنصاب حولي منصوبة، والأزلام في عراصي مضروبة، والأصنام مرفوعة على عرشي، والأوثان محدقة بفرشي، تنضح بالدماء جدراني، وتستلم الأشقياء أركاني، ويعبد الشيطان في ساحتي، ويسجد لغير الرحمن حول بنيتي.

فالغوث الغوث يا صاحب الشدة والقوة، والعون العون يا رب النجدة والفتوة، خذ بمجامع الشرف بخلاصي واستنقاذي، وفز بالمعلى من سهامه فيك معاذي وملاذي.

ولما شاهد رب الرسالة العامة تضرعها بوصيه، وعاين صاحب الدعوة التامة تشفعها بوليه، ناداه بلسان الاخلاص في طاعة معبوده، وأنهضه بيد القوة القاهرة لاستيفاء حدوده، وفتح له إلى سبيل طاعة ربه منهاجا، وجعل كتفه الشريفة بأمر ذي المعارج لأخمصه (1) معراجا، وأمره بتسنم (2) ذروة بيت ربه، وتنزيهه عن الرجس من الأوثان بقالبه وقلبه، وتكسير صحيح جمعها بيد سطوته، وإلقاء هبلها عن ظهره بشدة عزمته.

[فتح مكة]

روي بحذف الاسناد عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخلنا مكة

Page 186