وينعقد لسان شملول، وينفتح فمه في ذهول، ويجمع الحروف لتصبح كلمات ويقول: إلى أي طريق تسير بالحديث يا سي سامي؟ - إلى طريق الحق والنور والعدالة إن شاء الله. - إن قلبي يوشك أن يقف من الخوف. - بل قلبك سينتعش بالفرح إن شاء الله. من كان مثلك لا ينبغي أن يعرف الخوف. - ماذا تريد أن تفعل؟ - إننا كلنا سنفعل إن شاء الله. - أنا أريد أن أعيش حياتي. - وحقك الذي تركته هناك؟ - لقد مرت سنوات طوال. - مرور السنين لا يسقط الحق. - لقد أعادت إلي الحياة ما أماتته السنوات. - إن العدالة ينبغي أن تكون أساس الحياة. - أتريد أن ننتقم من أبيك؟ - أستغفر الله، ليس الثأر ولا الانتقام مما يرضى الله عنه. - أنا في حيرة مما تقول ... ماذا تريد أن تفعل؟ أو ماذا تريدنا أن نفعل؟ - أنا قادم إليك في بيتك. - أهلا بك وسهلا.
وقالت رشيدة: وأنا قادمة معه. - يا مرحبا.
وقال سامي: وسيأتي معي أخي مأمون، ونريد أن نلتقي بصبيحة، ونتعرف عليها، ثم نجلس معك أنت وصميدة ومحمود.
وقال شملول في بعض دهشة: كأنك تعرفنا جميعا. - وأعرف عن أموالكم التي في التمرة ما لا تعرفون جميعا. - أكاد لا أصدق. - اكتب هنا عنوانك.
وأعطاه ورقة، وكتب شملول عنوانه، وهو يقول: حسبتك تعرف عنواني أيضا.
ويبتسم سامي في جذل ويقول: ما كان أسهل علي أن أعرفه من ولديك.
ويضحك شملول، وهو يقول: آه صحيح ... نسيت هذا. - متى يناسبك أن تأتي؟ - الأمر إليك. - خير البر عاجله. - والأستاذ مأمون ماذا يعمل؟ - أستاذ كما ذكرت. - مدرس أيضا؟ - بل تخرج في الحقوق هذا العام. - على بركة الله. - أيناسبك أن نأتي في الغد؟ - تشرف في أي وقت. - غدا في السادسة إن شاء الله، السلام عليكم. - مع ألف سلامة.
17
اجتمع أهل التمرة جميعا، وانضمت إليهم رشيدة زوجة سامي وفوزية زوجة صميدة التي تزوجها في القاهرة، وروحية زوجة محمود التي تزوجها في القاهرة أيضا، وكان الجمع كبيرا، ولكن غرفات شملول لم تضق بهم. وقد بدأ الاجتماع بترحاب مصري صادق، حتى وإن كان القادمون يلف قدومهم الكثير من الغموض المبهم غير الواضح. ومر الشاي على الجلوس، حتى إذا انتهوا منه بدأ سامي، فتعرف على أعمال صميدة ومحمود، ثم بدأ الحديث: بسم الله الرحمن الرحيم.
وقالوا جميعا: بسم الله الرحمن الرحيم.
Unknown page