============================================================
عسكر الرشيد إلى بغداد فكان هذا الأمر ابتداء الوحشة بين الأمين والمأمون وأخذ المأمون أهل خراسان بالبيعة لأخيه الأمين بالخلافة وأقبل على العدل والإحسان للرعية واستمال الأكابر إليه وسلك الأمين ضد سيرته وتشاغل باللهو والشرب وأعرض عن التظر في مصالح دولته والاعتتاء بأموره قال وفي سنة أربع وتسعين وماية أخذ الأمين البيعة لموسى ولده بولاية العهد (125) ولقبه الناطق بالحق وجميع العهود التي كان الرشيد كتبها بينه وبين المأمون فحرقها وكان الذي أغراه على ذلك الفضل بن الربيع وإنما فعل الفضل ذلك خوفا آن يصير الأمر إلى المأمون فيجازيه على ما فعل ولما عقد الأمين ولاية عهده لموسى ولده جعله في حجر علي بن عيسى بن ماهان ولما بلغ ذلك المأمون قطع عن آخيه البريد وأسقط اسمه من دار الضرب والطراز وكان رافع بن الليث بن سيار عاصيا ببعض بلاد خراسان فأمنه المأمون وطبب نفسه وصار من أصحابه واستمال أيضأ هزيمة بن أعين وكان في مقابلة رافع فصار إليه وصفت خراسان جميعها للمأمون وسمى نفسه الإمام وخطب على منابر خراسان فتأكدت الوحشة بين الأمين والمأمون.
قال وفي هذه السنة عزل الأمين محمدا بن الحسن بن التحتاح عن ولاية مصر وولاها حاتم بن الهزيمة بن أعين: قال وفي سنة خمس وتسعين وماية جهز الأمين عسكرأ كثيفا لقتال المأمون عدتهم أربعين ألفأ فلما بلغ ذلك المأمون جهز طاهر بن الحسين بن مصعب في أربعة ألف وعلى تقدمته هزيمة بن أعين فالتقوا واقتتلوا قتالأ شديدا فقتل علي بن عيسى وانهزم أصحابه وبعث طاهر برأس علي إلى المأمون وسلم يومند على المأمون بالخلافة وبويع له بخراسان وبلادها وبلغ ذلك الأمين فارتاع له وعظم عليه وبعث المأمون جيشأ الى همدان مقدمها طاهر بن الحسين فحاصرها وفتحها صلحا واتعرك أصحاب الأمين ناحية عن البلد ثم اقتتل طاهر وقائد جيش الأمين فقتل القائد وخلق كثير من أصحابه وانهزم الباقون وأقبل طاهر يطوي البلاد ويفتحها إلى أن حل بحلوان فعسكر بقرية فيها وخندق على الخندق وتحصن: 114) (126) قال وفي هذه السنة عزل الأمين حاتم بن هزيمة بن أعين عن مصر وولاها حاير بن الأشعب.
قال وفي سنة ست وتسعين وماية جهز الأمين أربعين الفأ لقتال طاهر بن الحسين عشرون ألفأ قائدهم أحمد بن مريد الشيباني وعشرون ألفأ قايدم (قائدهم) عبد الله بن حميد بن قحطبة فمضيا بالجيوش وصاروا خاتفين فدس طاهر العيون والجواسيس حتى أوقع بينهما فاختلفا وقاتل كل واحد منهم صاحبه وتسلم طاهر حلوان وسلمها الهزيمة ومضى طاهر الأهواز وبها عامل الأمين وجيوشه واقنتلوا قتالا شديدا وقتل من الفريقين خلق كثير.
لع الأمين محمد بن زييدة.
Page 86