============================================================
وفي ستة سبع وشمانين وأريع ماية توفت بركان خاتون آم محمود فاختلفت آحوال ابنها وتفرقت عنه جموعه واجتمع لأخيه السلطان بركياروق جمع عظيم فقصد بغداد ودخظها وولي السلطنة وانهزم محمود منه.
وفي هذه السنة توفي أمير المؤمتين المقتدي وسببه أن السلطان بركياروق لما دخل بغداد حمل إلى الخليفة أموالا عظيمة وهدايا وتحف وسأله أن يخطب له بالسلطنة فتقدم الخليفة باسا كتاب العهد فكتب ثم حل إليه لينظر فيه فنظر فيه وعلم عليه وتركه إلى جانبه وأحضر الخلع وأعدها ليلعها عليه ثم قدم إليه الطعام فتتاوله وغسل يديه وأعاد تظره في العهد وتأمله وهو على أجمل حالة في ختمه ونقشه ويين ينيه قهرمانة اسمها شمس النهار فقال لها ما هذه الأشخاص الذي دخلوا علينا بغير إذن فالنفتت القهرمانة فلم تر أحدا فالتفتت إليه فرأته قد تغير لونه واسترخت يديه ورجليه وانحلت قواه وسقط على الارض فظنت آنه قد غشي عليه فحللت إزاره فإذا هو مات فسحبته وأمسكت نفسها عن البكاء واستدعت يمن الخادم فاستدعى الوزير آبا منصور وولده وكان قد عهد إليه أبوه بالخلافة فعرياه وهنياه (289) وكانت وفاة المفتدي منتصف المحرم سنة سبع وتمانين وأربع ماية وكانت مدة خلافته تسع عشرة سنة وشهورا وعمره ثمانية وثلاثين سنة وتمانية أشهر وأياما.
وسيرته كان عالمأ دينا محبا أهل العلم حسن العقيدة محبا أهل الخير شجاعا حازما وله شعر جيد من جملته.
أما والذي لو شاء غير ما بنى فأهوى بقوم في الثريا إلى الثرى وبدلتا من ظلمة الجور بعدما لجى ليلها صبحا من العدل مسفرا لئن تظرت عيتي إلى وجه غيره فلا صافحت أجفاتها لذة الكرى وان تسع رجلي نحو غيرك أوسعت فلا أمنت من أن تزل أو تعثرا ووالله إني ذلك المخلص الذي عزيز على الأيام أن يتغيرا
Page 194