158

Tarikh Muslimin

Genres

============================================================

والأتراك إلى أن نزلوا على واسط وقد حصنها عز الدولة فتحاربوا واشتد الحرب بين افتكين وعز الدولة واتصل القتال بين الفريقين خمسين يوما واشتد القتال على عز الدولة وضاقت الميره عليه وكان مسنصرخا ابن عمه عضد الدولة فاستصرخ بعده عدة الدولة أبي تعلب بن ناصر الدولة فصار عدة الدولة إلى بغداد واستقر قدمه بها فقدم الطائع لله في جماعة الأتراك محاربا لعدة الدولة ودخل الطائع ومن معه بغداد وصار عضد الدولة بن ركن الثولة بن بويه من فارس إلى واسط تجدة لابن عمه عز الدولة فنزل الجانب الشرفي وعز الدولة الجانب الغريي ورحلا حكى نزلا بدير العاقول ووقع الحرب بينهم وبين الأتراك فانهزمت الأتراك واستباح عضد الدولة عسكرهم ودخلوا بغداد ثم دخل عضد الدولة أيضا بغداد بجيوشه واجتمع بالطائع لله وتواضع له وقبل يده ولما اسنقرت قدم عضد الدولة ببغداد قبض على بن عمه عز الدولة وعلى استادية جيشه وذلك لخمس بقين من جمادى الآخرة وكتب إلى والده ركن الدولة يخبره بذلك فأنكر عليه غاية الإتكار وكتب إليه يهدده بالمسير إليه إن لم يرد عز الدولة بن عمه إلى ولايته فأطلق عضد الدولة بن عمه عز الدولة إلى ولايته بعد أن استحلفه (239) أن يكون ناتبا عنه بالعراق ولا يخالف أمره ولا أمر ركن الدولة واستحلفه على ذلك الطائع لله واستحلفه عضد الدولة لنفسه ولأبيه ركن الدولة وتوجه عضد الدولة إلى فارس: وفي هذه السنة تزوج الطائع لله سهريان بتت الأمير عز الدولة بن معز الدولة بن بويه على صداق ماية ألف دينار وفي هذه السنة ملك افتكين دمشق وذلك أنه لما هزمه عضد الدولة قدم دمشق في ثلثماية غلام من الأتراك وكان العيارون إذ ذلك مملكون بدمشق متكمون في أهلها فاجتمع أكابرها إلى افتكين وسألوه أن يتقلد أمرهم ففعل وكف يد العيارين عنهم وأحسن السيرة: وفي هذه السنة خرج سمسق ملك الروم وفتح حمص وبطبك ثم صار إلى دمشق ولقيه افتكين الشرابي فأقبل سمسق الى صيدا فصالحوه أهلها على مال حملوه ثم مضى إلى طرابلس فقام على حرب أهلها نيفا وأربعين ليلة فدسا إليه باسيل وقسطنطين سمأ في شراب فمرض منه فرحل إلى أنطاقية فامتتع أهلها عليه وقطع أشجارها وقوي عليه مرضه فاستخلف على حصارها البرجي البطريق ومضى إلى قسطنطينية ففتح البرجي آنطاكية ثم مات سمسق بعد قليل.

قال وفي سنة خمس وستين وتلتماية كانت وفاة المعز لدين الله صاحب مصر وذلك لإحدى عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول فكانت مدة ملكه ثلاث وعشرين سنة وأربعة أشهر وأياما منها بعصر ثلاث سنين وكان عمره ست وأربعين سنة.

Page 158