172

Al-tārīkh al-muʿtabar fī anbāʾ man ghabar

التاريخ المعتبر في أنباء من غبر

Editor

لجنة مختصة من المحققين

Publisher

دار النوادر

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٣١ هـ - ٢٠١١ م

Publisher Location

سوريا

Genres

* ذكر رسل النبي ﷺ إلى الملوك:
في هذه السنة - أعني: سنة سبع - بعث النبي ﷺ كُتُبَه ورُسُله إلى الملوك، يدعوهم إلى الإسلام:
- بعث إلى كسرى برويز بن هرمز: عبدَ الله بنَ حُذافة، فمزّق كسرى كتابَ النبي ﷺ، وقال: يُكاتبني بهذا وهو عبدي؟ ! ولما بلغ النبيَّ ﷺ ذلك، قال: "مَزَّقَ الله مُلْكَهُ" (١).
- ثم بعث كسرى إلى باذان عامِله باليمن: أن ابعثْ إلى هذا الرجل الذي بالحجاز، فبعث باذان إلى النبي ﷺ اثنين، أحدُهما يقال له: خرخسرة، وكتب معهما، يأمر النبيَّ ﷺ بالمسير إلى كسرى، فدخلا على النبي ﷺ، وقد حلقا لحاهما وشواربهما، فكرِه النبي ﷺ النظرَ إليهما، وقال: "وَيْلَكُمَا! مَنْ أَمَرَكُما بِذَلِكَ؟ "، قالا: ربنا - يعنيان: كسرى -، فقال النبي ﷺ: "لَكِنَّ رَبِّي أَمَرَني أَنْ أَعِفَّ عِنْ لِحْيَتي، وَقَصِّ شَارِبي"، فأعلماه بما قَدِما له، وقالا: إن فعلت، كتب فيك باذانُ إلى كسرى، وإن أَبيتَ، فهو يهلكك، فأخر النبي ﷺ إلى الغد، وأتى الخبرُ من السماء إلى النبي ﷺ: أن الله قد سلَّط على كسرى ابنَه شيرويه، فقتله، فدعاهما رسول الله ﷺ، وأخبرهما بذلك، وقال لهما: "إِنَّ دِيني وسُلْطاني سيبلُغُ مُلْكَ كِسْرَى، فَقُولا لباذانَ أَنْ أَسْلِمْ"، فرجعا إلى باذان، وأخبراه بذلك، ثم ورد مكاتبه شيرويه إلى باذان بقتل أبيه كسرى، وأن لا يتعرض

(١) رواه البخاري (٤٤٢٤)، عن عبد الله بن عباس ﵄.

1 / 147