171

Al-tārīkh al-muʿtabar fī anbāʾ man ghabar

التاريخ المعتبر في أنباء من غبر

Editor

لجنة مختصة من المحققين

Publisher

دار النوادر

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٣١ هـ - ٢٠١١ م

Publisher Location

سوريا

Genres

وكان النبي ﷺ قد كتب إلى النجاشي يطلبهم، ويخطب أمَّ حبيبةَ بنتَ أبي سفيان، وكانت هاجرتْ مع زوجها عبدِ الله بن جحش، فتنصّر عبدُ الله المذكور، وأقام بالحبشة، فزوّجها للنبي ﷺ ابنُ عمِّها خالدُ بنُ سعيد بنِ العاص بنِ أمية، وكان بالحبشة من جملة المهاجرين، وأصدَقَها النجاشي عن النبي ﷺ أربعَ مئة دينار، ولما بلغ أباها أبا سفيان أن النبيَّ ﷺ تزوجها، فقال: ذلك الفحلُ الذي لا يُجدَع أنفُه، فقدمتْ إلى النبي ﷺ، وكلّم رسولُ الله ﷺ المسلمين، في أن يدخلوا الذين حضروا من الحبشة، في سهامهم من مَغْنَم خيبر، ففعلوا.
وفي غزوة خيبر: أهدت للنبي ﷺ زينبُ بنت الحارث، امرأةُ سَلاَم ابن مِشْكَم اليهوديةُ شاةً مَصْلِيَّة مسمومة، فأخذ منها قطعة، ولاَكها، ثم لَفَظَها، وقال: "تُخبرُني هذهِ الشاةُ أَنَّها مَسْمومَةٌ"، وكان معه بِشْرُ بنُ البراء بنِ مَعْرور، فأكل بشرٌ منها، ثم دعا النبيُّ ﷺ المرأة، فاعترفَتْ، فتجاوز عنها.
وقيل؟ مات بِشْرٌ، فقتلَها به (١).
ثم قال النبي ﷺ في مرضه: "إِنَّ أكلةَ خيبرَ لم تزلْ تُعاودني، وهذا زَمانُ انْقِطاعِ أَبْهَرِي" (٢).

(١) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٢/ ١٠٧).
(٢) رواه البخاري (٤١٦٥)، عن عائشة ﵂.

1 / 146