251

ر) ومن أخباره فى ولايته ما أخبرنى به أبو محمد الحسن عن أبى الحسن عن أبى هشام قال: حدثنى حسين الخادم قال: رأيت أعرابيا وقد دخل على هشام بن عمرو وهو أمير لموصل والجزيرة في جملة من الناس، فلما بصر به الحجاب ابتدروه، فرفع صوته فبصر يه هشام بن عمرو فأحضر، فقال : يا أعرابى من أى الأرض أنت؟ قال : «رجل من نجده قال : فمن أى العرب ؟ قال : «من مضره قال : «فمن أيها ؟» قال : «رجل من قيس» قال : فمن أيها؟ قال : «من عقيل» قال : «فما أقدمك هذا البلد؟» قال : «الأمل والطمع وحسن الظن»، قال : فهل جعلت لاملك وطمعك وحسن ظنك سلما إلى حاجتك؟ قال : «نعم - أصلح الله الأمير - أبياتا قلتها بظهر البرية واستحستها جدا، حتى إذا وردت باب الأمير- ايده الله - فرأيت ما به من الابهة والهيبة وعظم الشان وشدة السلطان استقصرتهن واستقللتهن فلجات إلى السكوت والاعتذار» قال له هشام: هل لك أن توقع بيننا وبينك شرطا لا نخلفه نحن ولا أنت؟ قال : نعم - أصلح الله الأمير - فأين لى الشرط ؟ قال : نحضر ألف درهم ثم ندفعها إليك، ونشهد الله ومن حضر، ثم تنشدنا أبياتك، فإن كانت الأبيات أقل من الالف لم ننقصك منها شيئا، وإن كانت أكثر منها لم نزدك عليهاه ، قال الأعرابى: «قد رضيت»، فأمر هشام بألف درهم فأحضرت ثم دفعت إلى الأعرابى ، قال : «أنشده، ثم أنشد:

وما زلت أخشى الدهر حتى تعلقت

يداى بمن لا يتقى الدهر صاحبه

فلما رأنى الدهر تحت جناحه

رأي مرقفا صعبا عزيزا مطالبه

رأى جبلا قد جاور الحوت00 في الثرى

كما جاورته في السماء كواكبه ----

Page 304