Tarikh Mawsil

Azdi d. 334 AH
170

Tarikh Mawsil

Genres

عليه الوالى ففرق بينهما، فقال زيد لسيف : ما أردت بقولك ألبتة؟ قال : «والله ما أردت إلا واحدة4، فقال زيد بن أبى أنيسة ليزيد بن سنان : يا أبا فروة إنها لم تحرم عليه ، وهو أحق بها، فانطلق بنا معه إلى الوالى، قانطلقنا إلى الوالى، فقال زيد للوالى : لم فرقت بين هذا وبين زوجته؟ قال : «لانه طلقها ألبتة» قال : «فإنه لم يرد إلا واحدة وهو أحق بهاه ، فاستحلفه الوالى بالله الذى لا إله إلا هو ما أردت بقولك ألبتة إلا واحدة، ثم رد عليه امرأته برأى زيد بن أبى أنيسة.

~~ونمى الحديث إلى أهل حران، فأنكروا ذلك، فخرج عبد الكريم بن مالك وأبو عون حصين، وعلى بن بذيمة، وسالم بن عجلان الأفطس، والجراح بن المنهال أبو العطوف ونظراؤهم، فأتوا سليمان بن هشام بالرقة، فقالوا: أصلح الله الأمير إن بالرها غلاما يفتى بالخطا، نظر إلى رجل طلق امرأته ألبتة، ففرق الوالى بينهما، فردها عليه بالخطا والجهل، وغلظوا الامر ، فكتب سليمان إلى عامل الرها أن أشخص إلى سيفا التميمى وزوجته، وزيد بن أبى أنيسة؛ فأشخصهم، وخرج يزيد بن سنان مع زيد، فلما اجتمعوا عند سليمان قلدوا حصينا المناظرة، فقال حصين : «أيها الأمير إن لنا ولهذا الغلام مثلين ، إن النصارى لا يصيرون شماسا حتى يكون تلميذا، ولا يكون قسا حتى يكون شماسا، ولا يصيرونه أسقفا حتى يكون ملاطا، ولا يكون أردخلا حتى يكون فاعلا، وإن هذا الغلام - يعنى زيدا - يريد أن يكون أستاذا قبل أن يكون متعلما ، ونحن حملة العلم وأهل التقدم فيه، وإن هذا نظر الى رجل طلق امرأته ألبتة ففرق بينهما الوالى، فردها عليه بالجهل والخطا وقلة المعرفة» .

~~قال سليمان: «ما تقول يابن أبى أنيسة؟» قال زيد : «أصلح الله الأمير أما قوله : إنهم أهل العلم والتقدم فيه فقد صدق إنهم لكذلك، وأما قولهم : إنى أفتيت بخطأ، وقلت ما لا بحل وما لا أعلم، فإنما أفتيت بقضية قضى بها رسول الله ، فإن رأى الأمير - اكرمه الله - ألا يقبل تغليظهم على، ولا يعجل على بعقوبة حتى يتبين فعل منعماه ، قال : فأعجب سليمان ما رأي من هدي زيد وسمته ثم قال : اكتب بقولى وقولهم إلى أمير المؤمنين هشام - إن رأيت ذلك - فإن كان القول كما قالوا كنت من وراء أمرك، فإن عفوت فأنت أهل لذلك، وان كنت مصيبا أمضيت قولى، قال : أفعل ما سألت، وكتب سليمان بما قال الشيوخ وبما قال زيد وسماهم، ووصف زيدا بالسمت الجميل والهدى الحسن، قال : ووافقت هذه المسألة رأى هشام ، فكتب بها هشام إلى أمل المدينة ومكة والبصرة والكوفة ، فوافقوا زيدا - مع ما وافق من قول هشام - وكتب هشام إلى ابته أن ----

Page 217