كان يتعين من الخليفة العباسي لأنه يذكر أن أمير الحج العراقي عندما وصل إلى مكة في عام 578 كان يصحبه الخطيب المعين للقضاء في مكة ، ورغما من هذا فإن مكثرا وأخاه كانا يفرضان أوامرهما في مكة ويقرران رسومهما على الحجاج لا يمنعهما من ذلك مانع حتى أن شكايات الحجاج عندما اتصلت بصلاح الدين الأيوبي لم يستطع أن يغير من شأن المكوس الا بما دفعه من تعويض قدره المؤرخون بثمانية آلاف أردب من القمح تصرف لصاحب مكة لقاء العفو عن المكوس المطلوبة من الحجاج ، ولعلها كانت في بعض السنين تزيد أو تنقص لأن الفاسي يذكر هذا التعويض ويقول انه كان ألفي دينار وألف أردب قمح واقطاعات بصعيد مصر واليمن (1).
وعند ما استطاع قتادة بن ادريس أن يجلي بني عمومته عن مكة وعلى رأسهم داود بن عيسى ويؤسس على أنقاضهم لطبقته «الرابعة» حكما جديدا في مكة حاول العباسيون اخضاع الحكم الجديد لنفوذهم الا أن قتادة كان أشد شكيمة من سابقيه فقد ناوأ نفوذهم وأبى أن يعترف الا بدعاء الخطبة لهم مرة وللأيوبيين أخرى في الاحيان التي اضطر فيها الى ذلك.
أما في عهد الحسن ابنه فقد استطاعوا أن يجعلوا نفوذهم يتسرب إلى الامارة في مكة وأن يهيئوا الحسن لقبول مراسم التولية وزاد الأمر ضغثا على إبالة عندما اختلف الحسن مع أخيه راجح وعمد الأخير الى تمكين أيوبي اليمن في مكة
Page 281