ويقول انه كان من طوال الرجال اذا قام وصلت يداه الى ركبتيه وانه كان عظيم الشأن قوي الشكيمة.
ولم يدم غانم طويلا في حكمه بعد غدره بأبيه وانتزاع الامارة منه فقد ثار عليه بعد أشهر جماعة من بني عمومته آل قتادة وعلى رأسهم ادريس وابن عمه أبو نمي الاول (1).
** امارة أبي نمي الأول :
وقد تغلب عليه الثائران فانتزعا منه الأمر في شوال من السنة نفسها عام 652 واضطلع الاثنان بالحكم في مكة مشتركين وبذلك عاد ابو نمي الى الحكم بالشراكة مرة اخرى فقد شارك اباه الحسن فيما مر بنا وهو اليوم يشارك عمه ادريس واتصل الخبر بصاحب اليمن الملك المظفر عمر بن رسول وجاءته رسله بان الامر في مكة قد خرج من حليف اليمن راجح بن قتادة الى ابنه ثم الى الثائرين ادريس وأبي نمي فجهز جيشا الى مكة بقيادة ابن برطاس وقد انتهى الجيش الى مكة والتحم في قتال شديد في قوز المكاسة (2) بأسفل مكة ثم دخلها واستولى عليها في ذي القعدة من السنة نفسها 652 وظل في امارتها الى المحرم من عام 653 حيث اعاد الكرة عليه الثائران ادريس وأبو نمي من آل قتادة فأجلياه عنها.
وكان القتال شديدا في هذه المرة سفكت فيه الدماء بالحجر داخل المسجد الحرام وقد أسر ابن برطاس في هذه الموقعة ففدى نفسه بمال وقفل راجعا الى اليمن واستمر الشريكان على ولاية مكة ثم انفرد بها أبو نمي مستقلا في عام
Page 278