199

وفي سنة 291 بدأت اعمال عبيد الله الهجومية ووقع في يده كثير من المدن المغربية (1) وكان عبيد الله الى جانب كونه محاربا فصيح البيان يفلق بالحجة ، وقد بلغ من عنايته بذلك ان اخاه ابا العباس لما اراد ان ينفي من القيروان من يخالف مذهبه ، قال له ابو عبيد الله ان دولتنا دولة حجة وبيان وليست دولة قهر واستطالة ، فاترك الناس على مذاهبهم.

واسس عبيد الله دولته على اثر هذا في القيروان من المغرب ، ونادى بنفسه اميرا للمؤمنين وسميت دولته الكتامية نسبة الى كتامة في المغرب ثم سميت الفاطمية.

وفي سنة 301 سير إلى مصر جيشا بقيادة احد ابنائه ، فاستولى على الاسكندرية وبعض قرى الوجه البحري ، ولكن العباسيين اعادوه الى مراكزه في المغرب (2) فأعاد الكرة في سنة 307 ثم اعادها ابنه وخليفته القائم في سنة 334 وكانت دولة الاخشيد قائمة فاستطاعوا صده عنها (3).

وفي سنة 358 استأنف المعز الخليفة الفاطمي الثالث الحملة على مصر بقيادة كاتبه جوهر الصقلي ، فاحتل الاسكندرية ، ومضى في فتوجه نحو الفسطاط يسوق الاخشيديين امامه حتى طلبوا منه الامان وسلموا اليه مقاليد الامور (4) وبذلك زال سلطان الاخشيد عن مصر كما زال عنها حكم العباسيين من قبلهم واسس جوهر مدينة القاهرة واحاطها بسور كبير من اللبن.

وقد حكم جوهر مصر اربع سنوات حتى سلم مقاليدها الى المعز على اثر

Page 219