Tarikh Adab Carabiyya
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
Publisher
دار المشرق
Edition Number
الثالثة
Publisher Location
بيروت
Genres
عالي سميث والدكتور طمسن والدكتور فان ديك فانكبوا على درس اللغة العربية حتى أتقنوها. وكان من أثمار اجتهادهم ترجمة الكتاب المقدس باشر فيها سنة ١٨٤٩ الدكتور سميث بمعاونة المعلم بطرس البستاني فعرب قسمًا من كتب موسى ثم توفي سنة ١٨٥٧ فقام بتعريبها من بعده الدكتور فان ديك ولم يزل يفرغ في إنجاز العمل كنانة جهده حتى انتهى منه سنة ١٨٦٤ بمساعدة الشيخ ناصيف اليازجي ثم طبع الكتاب سنة ١٨٦٧. ولم تثبت فيه الأسفار المعروفة بالقانونية الثانوية. وصار لهذه الترجمة رواج كبير حتى أتت من بعدها ترجمة الآباء اليسوعيين بمساعدة المرحوم إبراهيم اليازجي فكانت أضبط نقلًا وأشمل موضوعًا وأبلغ لسانًا وأجود طبعًا فصارت تعتبر كالترجمة الرسمية لجميع الكاثوليك الناطقين بالضاد.
الآداب الإسلامية في هذا الطور (١٨٥٠ - ١٨٧٠)
انحصرت الآداب الإسلامية في هذا الطور الثالث أعني من السنة ١٨٥٠ إلى ١٨٧٠ في العلوم اللسانية خاصة من صرف ونحو ولغة وبديع وبيان وشعر وأدبيات منثورة. أما التاريخ والعلوم الطبيعية والهيئة والرياضيات فإن التأليف فيها كان نادرًا. إلا أن بعض الأدباء كالشيخ الرفاعي الطحطاوي في مصر وسليمان الحرائري في الجزائر عربوا عدة مؤلفات أوربية في العلوم المستحدثة والاختراعات الجديدة فكان تعريباتهم دليلًا على سعة اللغة العربية ومرونتها وكفايتها لترويج المعارف العصرية. فنهج غيرهم منهجهم بعد ذلك لا سيما جماعة الأمريكان في بيروت. وهانحن نختصر تاريخ أدباء المسلمين في هذا الطور بذكر مشاهيرهم بلدًا بلدا مباشرة بالشام ثم مصر ثم العراق وبقية البلاد.
(أدباء المسلمين في الشام) يحضرنا منهم أسماء قليلين ولعل مصنفات أكثرهم لا تزال مدفونة في بيوت الخاصة. فممن اشتهروا في هذه المدة بآدابهم السيد مصباح البربير اسمه محمد بن محمد البربير وجده أحمد البربير الشاعر الذي ذكرناه في جملة أدباء الطور الأول من القرن التاسع عشر. ولد محمد مصباح سنة ١٢٦١ (١٨٤٥) وأظهر منذ صغره نجابة عظيمة فبعد إتقانه أصول اللغة ومن بعده العلوم على شيوخ بيروت في أيامه كالشيخ عبد الرحمن أفندي النحاس والشيخ عبد الله أفندي خالد البيروتي
1 / 80