279

Tārīkh al-ādāb al-ʿarabiyya fī al-qarn al-tāsiʿ ʿashar waʾl-rubʿ al-awwal min al-qarn al-ʿishrīn

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

Publisher

دار المشرق

Edition

الثالثة

Publisher Location

بيروت

Genres

التاسع عشر. وهو يوسف بن فارس بن يوسف الخوري الشلفون كان جده حاكمًا على ساحل لبنان من قبل الأمير بشير الشهابي الكبير. أما حفيده يوسف فكان مولده نحو السنة ١٨٤٠ درس في مكاتب بيروت مبادئ العربية واللغات الأجنبية واشتغل مدة في المطبعة السورية التي أنشأنها المرحوم خليل أفندي الخوري سنة ١٨٥٧ بصفة مرتب حروف ومصحح مطبوعات. وفي أثر حوادث سنة ١٨٦٠ استدعاه فؤاد باشا معتمد الدولة العلية لترتيب ونظارة المحررات الرسمية التي كانت تطبع في التركية والفرنسوية. وبعد أن تقرر نظام جبل لبنان أنشأ على حسابه مطبعته المعروفة بالمطبعة العمومية سنة ١٨٦١ ونشر فيها عدة مطبوعات عددناها في المشرق (١٠٠١:٣ - ١٠٠٣) وكان يوسف الشلفون ذا همة عظيمة فانتدبه أول متصرفي لبنان المرحوم داود لتنظيم مطبعة في مركز المتصرفية فقام المندوب بهذه المهمة القيام الحسن. ثم صرف عنايته إلى إنشاء الجرائد فنشر منها أربعًا وهي الزهرة ثم النحلة ثم النجاح وأخيرا التقدم وذلك بالاشتراك مع بعض الكتبة المجيدين كالقس لويس صابونجي والخوري يوسف الدبس وأديب إسحاق. ثم اشترك مع المرحوم رزق الله خضرا فجعل مطبعته في خدمة الطائفة المارونية إلى أن انفصل عنها وأنشأ المطبعة الكلية كما فصلنا كل ذلك في تاريخ الطباعة في المشرق (٣ (١٩٠٠): ٥٠١) وقد أضر بالمترجم تقلبه في الأشغال وميله إلى ذوي المبادئ الحرة. وكان أحد أعضاء الجمعية العلمية السورية وفي مطبعته نشرت أعمالها في السنتين ١٨٦٨ - ١٨٦٩. وكان حسن الكتابة وله نظم جمعه في ديوان ودعاه أنيس الجليس وطبع قسمًا منه في مطبعته الكلية سنة ١٨٧٤. فمن نظمه قصيدة في مدح داود باشا هذه بعض أبياتها:
ضاءت بشمس سعودك الأيامُ ... وزهت بطلعة مجدك الأعوامُ
وسمَا بذانك سفحُ لبنانَ الذي ... حسدَتْهُ مصرُ بعزهِ والشامُ
فكأنهُ فلكٌ وأنت بأفقِه ... بدرٌ له دون البدورِ تمامُ
أقطارهُ بالعدلِ منك استأمنت ... ورعت بها الآسادُ والأغنامُ
يا أيها المولى الذي عن وصفهِ ... وثنائه قد كلتِ الأقلامُ
قلدتَ قومًا تحت أمرك منهُ ... لم تحْصِ واجبَ شكرها الأرقامُ
ونسختَ آيات المظلم بعدما ... قامت على ساقٍ بها الأقدامُ

1 / 280