277

Tārīkh al-ādāb al-ʿarabiyya fī al-qarn al-tāsiʿ ʿashar waʾl-rubʿ al-awwal min al-qarn al-ʿishrīn

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

Publisher

دار المشرق

Edition

الثالثة

Publisher Location

بيروت

Genres

ماءٌ لذيذٌ شهيٌ ... رِدُوه فيهِ الهناءُ
بيروت ضاهت دمشقًا ... وزال عنها العَناءُ
فقلْ لمن عيَّرونا ... وقلَّةُ الماءِ داءُ
تعالَوْا الآن تلقوا ... ماء وفيه النماءُ
سقيًا لبيروت أرّخْ ... في ثغرنا حلَّ ماءُ
(١٨٧٥) ومن أوصافه تعديده لعجائب مصر:
الله أكبرُ هذا عصرُ تجديدٍ ... عصرُ المعارف لا بل عصرُ تَمْجيدِ
عصرٌ جديدٌ لهُ الأكوان باسمةٌ ... تثني على أهلهِ الغُرّ الصناديدِ
ذيّاك ينطق في تسبيح خالقهِ ... وذاك يلهجُ في حمدٍ وتوحيدِ
هذا يطير إلى العليا بخفَّتهِ ... وذاك يخرقُ الجبال الجلاميدِ
ترى السفائنَ أعلامًا مدرَّعةً ... إن تصدمِ الحصنَ ألقى بالمقاليدِ
ما البيضُ ما السُّمرُ إن ألقت مدافعها ... كُرَاتِها الحُمْرَ من أفواهها السُّودِ
كنا نخافُ من الأفلاك صاعقةً ... أضحت من أليمّ تأتينا بتهديدِ
تجوبُ أخبارُنا كالبرق مسرعةً ... تكادُ تسبق فكرًا غيرَ مولودِ
أضحت قوافلنا والنار تحملها ... تسيرُ كالطيرِ لا كالعيسِ في البيدِ
واللهِ ما فعل قُوات البخار سوى ... ضربٍ من السحر لكن للخير محمودِ
هي الطبيعةُ جل الله مبدُعها ... إلى الوجودِ بدت من عمق مفقودِ
كلٌ يحاولُ منها كشفَ معجزةٍ ... فكلُّ مَن جدَ يلقى جل مقصودٍ
ومن محاسن نظمه قوله في لبنان ومقاطعاته بعد حوادث السنة ١٨٦٠:
لله درُّك يا حمى لبنان إذ ... أصبحتَ مغتَنم الرضا الشاهاني
نُشرت معارفهُ الجليلة إذ غدا ... يروي حديثًا عن بني نبهانِ
وبقاعُهُ ذلك العزيزُ مقامهُ ... أضحى عزيزًا أخصب الوديانِ
وبَمْتنهِ وبفرعِه حلَّ المنى ... والجُرد أضحى ساحلًا لأمانِ
وبشُوفِه يشفى العليلُ تيمنًا ... غَرْباهُ قُلْ بالخير يلتقيانِ
قد عُدْتَ يا عرقوبَهُ عمَّا مضى ... وغدوتَ معروفًا بصدقٍ لسانِ
وكذا المنَاصف أنصفت لما صفتْ ... في خدمةٍ تهدى إلى الأوطان

1 / 278