87

Tarikh

التاريخ

Genres

قدم رياح المدينة وتوجه من فوره إلى عبدالله بن الحسن (ع) في سجنه في دار مروان وقال له: (( أيها الشيخ إن أمير المؤمنين والله ما استعملني لرحم قرابة، ولا ليد سبقت مني إليه، والله لا تتلعب بي كما تلعبت بزياد وابن القسري، والله لأزهقن نفسك أو لتأتيني بابنيك محمد وإبراهيم )).

فرفع عبدالله رأسه وقال: (( نعم أما والله إنك لأزيرق قيس المذبوح فيها كما تذبح الشاة )).

قال أبو البختري راوي القصة: فانصرف والله رياح آخذا بيدي أجد برد يديه، وإن رجليه ليخطان مما كلمه. قلت: إن هذا والله ما اطلع على علم الغيب. قال: (( إيها ويلك والله ما قال إلا ماسمع )) فذبح والله كما تذبح الشاة (1).

ووقف رياح يهدد أهل المدينة ويتوعدهم قائلا: (( يا أهل المدينة أنا رياح بن عثمان بن حيان، الأفعى بن الأفعى، وابن عم مسلم بن عقبة، المبيد خضراكم، المفني رجالكم، والله لأدعنها بلقعا لا ينبح فيها كلب )) (2).

وعلم رياح أن محمدا في جبل جهينة فخرج عليه وعلم النفس الزكية (ع) بقدومهم فأسرع بالفرار من الجبل وسقط أحد أولاده ومات فتمثل محمد(ع) وقال:

منخرق الخفين يشكو الوجا

شرده الخوف فأزرىبه

قد كان في الموت له راحة

تنكبه أطراف مرو حداد

كذاك من يكره حر الجلاد

والموت حتم في رقاب العباد (3)

ونجا محمد(ع) فأنزل رياح سخطه وغضبه على أهل المدينة، وصعد المنبر واخذ يسب محمدا وأمه هند بنت أبي عبيدة. وكتب إلى أبي جعفر المنصور يخبره بعصيانهم.

Page 87