وأكمل تلك المسيرة والعدالة أخوه الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن الإمام القاسم وشهرته وفضائله أشهر من تعريفه، توافد عليه العلماء وبايعوه سنة (1054 هت)، فاهتم بتوحيد اليمن ونشر العدالة وتم له ذلك وتوحد اليمن من حدود عمان حتى حدود نجد ومن الحرمين الشريفين إلى صعدة بفضل قائده المحنك أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم (ع ) (1).
وقد ازدهرت اليمن ازدهارا كبيرا في عصر المتوكل (ع)، فعمت الخيرات، وتسابق الناس على طلب العلم فكان العلماء في زمانه عددا كثيرا لم يقع في أيام غيره، وأرسل مجموعة من العلماء (2) لتعليم الناس الإسلام في الحبشة، وكان يجعل على الحجاج قائدا محملا بالأموال لينفقها على الفقراء والمساكين، واهتم كذلك بالإصلاحات الإدارية والاقتصادية والسياسية فعمر المدن والقلاع والحصون وعبد الطرق، وأنشأ المدارس وكان يتفقدها بنفسه، وقسم البلاد إلى ولايات واختار ولاتها بنفسه وألزمهم بتوفير الأمن والعدل في ولاياتهم ولم يكتف بذلك بل تابع ولاته في كل مكان، وشجع على الزراعة والتجارة، وعاش أهل اليمن في عهده أزهى العصور حتى توفاه الله سنة (1078 ه) بضوران وعمره ستون سنة.
وبعدها استمر الأئمة من أولاد الإمام القاسم بن محمد (ع) يواجهون الغزو العثماني الثاني حتى أجلوا آخرهم زمن الإمام يحيى حميد الدين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
Page 226