وقد قال العلامة موسى بن يحيى بهران في قصيدة أرسلها إلى الإمام عن عدالته وعلمه قال في أبيات منها:
وإنما قام لنصر الهدى * بهمة ما برحت في صعود
فأهلك الباغين حتى ثووا * واستبدلوا بعد القصور اللحود
وأصبح الجور كأن لم يكن * وقيل بعدا للبغاة القرود
وانتشر العدل بأيامه * فامتلأ الغور به والنجود
وأقبل الخير وراياته * خافقة قد حل عنها العقود
والشر ولى مدبرا خائفا * منهزما يقسم ألا يعود
وأصبحت صنعاء من عجبها * ترفل في مستحسنات البرود
إلى أن يقول:
فضلك مثل الشمس مشهورة * ليس لها من مشبه في الوجود
علمك بحر ماله ساحل * فهمك سيف ما حوته الغمود
قولك فصل كله حكمة * فيه شفاء نافع للكبود (1)
توفي عليه السلام سنة 965ه عن سبع وثمانين سنة، ومشهده عليه السلام في ظفير حجة، وبقي الإمام المطهر يقاوم الجنود الأتراك العثمانيين حتى أجلاهمم عن اليمن ولم يبق لهم غير زبيد واستبدل العثمانيون واليا بعد آخر، أمثال أزدمر باشا، ومصطفى باشا، ومحمود باشا، ورضوان باشا، وغيرهم، فلم يحققوا شيئا غير مزيد من القتلى والهلاك وقد بقي المطهر يقاومهم بقوة خارقة مقاومة عنيفة والحق بهم هزائم متكررة حتى مات سنة 980ه وعمره اثنتان وسبعون سنة.
الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد عليه السلام
هو الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن الرشيد بن أحمد بن الأمير الحسين بن علي بن يحيى بن محمد بن يوسف بن القاسم بن الإمام الداعي يوسف بن الإمام المنصور يحيى بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليهم السلام.
Page 211