203

إلى أن يهددهم (ع) فيقول:

أمثلي ينام الليل والخمر تشرب * امثلى يلذ العيش والعود يضرب

حرام علي النوم إلا أقله * ووجه المعاصي ظاهر لا يحجب

غضبت لربي من عطل دينه * فهل غاضب مثلي لذي العرش يغضب (1)

إلى آخر قصيدته (ع) وهي مذكورة في الحدائق 2/181 182.

نبذة من حياته (ع):

كان (ع) يحمل على عاتقه هم الأمة الإسلامية ، يراقب وضعها، ويتألم كثيرا لحالها، ولذلك قضى حياته في الدعوة والعمل والجهاد بهمة وصبر لا مثيل لهما، وبث دعوة الإسلام في جميع الأقطار الإسلامية في وقت كانت منقسمة فيه إلى عدة دويلات سيطر عليها حكام الجور والضلال.. وأصبح الخطر التتري يهددها على الأبواب، فأرسل (ع) دعوته إلى ملوك وسلاطين تلك الدويلات ليقوقظهم من سباتهم العميق، ويذكرهم بواجبهم الإسلامي الملقى عليهم، وبذل (ع) حياته من أجل ذلك، فقاومه الأيوبيون في اليمن، ومعهم المطرفية وقد أيده الله بفضائل وانتصارات عليهم جعلت الناس، يتدافعون أفواجا لقبول دعوته (ع) والسير تحت لوائه.

ومن ذلك أنه انتصر في صنعاء في إحدى معاركه مع الأيوبيين بسبعة من الفرسان، وكان معه ثلاث رايات فكان يشاهد الناس راية رابعة خضراء مع جيشه (ع) واستطاع (ع) أن يفتح باب غمدان بشصة من نشاب وكان لا يفتح بمفتاحه إلا بعد تعب شديد، وغير ذلك من التأييدات الإلهية التي أيده الله بها، ويكفي ما قاله أعداؤه في حقه ومنهم المطرفي المعروف بابن النساخ الذي استنجد ببني العباس من الإمام (ع) وأخبرهم بفضله وتهافت أهل اليمن عليه ونصرتهم له: فقال فيه من قصيدة أنشأها:

إمام هاشمي فاطمي * معيد للنضال لكم ومبد

أشار إلى الخلافة فانتضاها * ولكن ما يملاها بخلد

فصيح لفظه عذب فرات * يفض به صلابة كل صلد

يقود قبائل اليمن اللواتي * تزوركمو مكفرة بسرد كتائبه إليكم ذالفات * بأرماح مثقفة وجرد

Page 204