169

Tarikh

التاريخ

Genres

على أنه من الممكن أن يكون قد انتقل شيئا من فتاوى الإمام الهادي (ع) ومسائله العلمية إلى الجيل والديلم، والعراق، والحجاز قبل ذلك إما بواسطة المهاجرين الطبريين، والمضريين الذين عاد بعضهم بعد وفاة الإمام الناصر (ع)، أو على أيدي العلماء الذين كانوا يخرجون من العراق للتعرف على الإمام الهادي والأخذ عنه وكما ستعرف في سيرة الإمام الهادي (ع) فقد وفد عليه أحد علماء العراق ومكث عنده فترة من الزمن.

ثم كان دور الإمام أحمد بن إبراهيم الملقب بأبي العباس الحسني. الذي أخذ عن يحيى بن محمد المرتضى، وقام برواية ونقل وتدريس علوم آل محمد، وعنه أخذ الإمامان المؤيد بالله (ع)، وأبو طالب (ع). وبدورهما قاما برواية ونقل وتخريج فقه أئمة أهل البيت وعلومهم. والفا في ذلك المؤلفات العديدة، وكانا طريقة السند لمن جاء بعدهما.

قال محمود أبو زهرة في كتابه حياة الإمام زيد (ع) وهو يتحدث عن الإمام المؤيد بالله وأخيه (ع) عند استعراضه نقل علوم أهل البيت (ع): (وإن هذين الأخوين قد جمعا من أحاديث وفقه الأئمة الذين سبقوهم بطريق الرواية مع من ذكرنا عن أولاد هؤلاء الأئمة، وبطريقة غير الأئمة من المتشيعين لآل البيت على منهاج الإمام زيد المعتدل الذي لا إنحراف فيه، ولا مغالاة، وقد كان هذان الأخوان طريق السند لمن جاء بعدهما من رواة الفقه الزيدي وناقليه).

ثم يقول: (وقد جاء في طبقات الزيدية ما نصه: روى المنتخب مع الأحكام، وأمالي أحمد بن عيسى، وغير هذه الكتب من الأحاديث عن الناصر وغيره من أئمة الهدى أبي العباس الحسني، وأبي الحسين أحمد بن الحسين الهاروني، وأخية الناطق بالحق يحيى بن الحسين) (1).

وبهذا يتضح لنا دور هذين الإمامين العظيمين في رواية ونقل وتخريج فقه آبائهم، حتى وصل إلينا منبعا صافيا عذبا.

Page 169