163

Tarikh

التاريخ

Genres

ولما أعلن (ع) دعوته وقفت أجناد الفساد ضده تحت قيادات متعددة، فجاهدهم (ع) في جميع نواحي الجيل والديلم وطبرستان، وقاومهم مقاومة عنيفة، ودارت بينه وبينهم معارك طاحنة، وكان (ع) شجاعا قويا يثبت في الميدان وحده في أكثر المعارك، ثم قل أنصاره، وتفرقوا عنه، فاضطر (ع) أن يذهب إلى الري، ثم منها إلى آمل، ثم كاتبه أهل الجيل والديلم ووعدوه بذل النصرة له بأموالهم وأنفسهم، فقدم (ع) إليهم ودخل هوسم، ليبدأ مرحلة أخرى من مراحل الجهاد ضد أتباع العباسيين هناك.

من منهجه في الحكم:

ضرب (ع) أروع الأمثلة للحاكم العادل مع شعبه في جميع مجالات الحياة سياسية واجتماعية وأخلاقية واقتصادية وغيرها فقد ساس الناس سياسة الأولياء والصالحين طيلة فترة حكمه فكان (ع) يجالس الفقراء ويخالطهم، ويحفظ بيت المال بنفسه في أكثر الأوقات، ويقسم أرزاق الناس بينهم بيده، ولا يطعم أولاده وأقاربه إلا من ماله الخاص، يتققد الرعية بنفسه، ويزور المرضى، ويطعم الفقراء والمساكين ويسأل عن أحوالهم، ويذهب لزيارة العلماء، ويجلهم ويقدرهم. ويسوس الناس بالعدل لا فرق بين غني وفقير، وحاكم ومحكوم، وقريب وبعيد، ويصرف من ماله الخاص إلى بيت المال عوضا عما يرسله الكتاب في أول الكتب ويفرجونه بين السطور في الكتاب، وقد حمل في يوم من الأيام إلى دار الإمام شيء من العشر ينفقه في مصالح المسلمين، فالتقط منه حبات بعض دجاج الإمام فصرفها إلى بيت المال.

وسأله يوما من الأيام بعض أصحابه أن يزيد في عطاء ولده القائد الشجاع أبا القاسم، لقلة ماله وكثرة عياله، وحسن بلائه في الجيش، وعطاؤه لا يكفيه، فكانت إجابة الإمام (ع) بالرفض وقال لهم إنه يعطيه نصيبه مثل بقية أفراد الأمة ولا يمكن الزيادة عليه.

ومن عدله مع رعيته:

Page 163