الباب الثاني
الدولة الزيدية في: جيلان طبرستان ديلمان مؤسها الإمام الناصر للحق (ع)
{ونريد أن نمن على الذين استضعفوا ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين}
دعاة الزيدية في الجيل والديلم
بعد ثورة الإمام زيد بن علي (ع) التي نادت بالعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله، ورفع الظلم عن كاهل الأمة المستضعفة المحرومة، وتطبيق شرع الله في الأرض وتوحيد الأمة تحت راية الحق والعدالة، استمر أهل البيت (ع) في تأدية رسالتهم تلك وتزعم أولاد الكامل عبدالله بن الحسن مسئولية القيادة فكان الأمويون والعباسيون لهم بالمرصاد، فقتلوهم، وشردوهم في أصقاع الأرض ولكنهم مع ذلك حملوا فكرهم ورسالتهم الإسلامية إلى كل مكان، وجابوا القفار والوديان، وحفظوا للأمة الإسلامية تراثها ومعتقدها من الضياع وجردوه منبعا صافيا من جميع الأفكار والأوهام المنحرفة والدخيلة عليه، حتى وصل إلينا في أبهى حلله، وأكمل صوره.
وكان الإمام يحيى بن عبدالله أحد الذين طافوا البلدان الإسلامية لنشر تعاليم الإسلام ومبادئه، وقد طارده العباسيون في كل مكان ينزل فيه حتى استقر في الديلم وهم لا يدينون بكتاب، فأسلم على يديه كثير منهم، ولكن هارون الرشيد استطاع أن يعيده إلى بغداد بالمكر والخديعة لملك الديلم، وحبسه عنده في محبسه إلى أن ذهب يحيى (ع) شهيدا في سبيل الله.
Page 148