102

Tarikh

التاريخ

Genres

وبعد المعركة أحضرت الرؤوس إلى موسى بن عيسى وعنده موسى الكاظم فقال موسى بن عيسى: أهذا رأس الحسين؟ فقال:(( نعم والله، إنا لله وإنا إليه راجعون مضى والله مسلما صالحا صواما قواما آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ما كان في أهل بيته مثله )). وظلت حثث القتلى ثلاثة أيام دون أن توارى حتى أكلتها الحيوانات الضارية والطيور الجارحة (1) ولم يجرؤ أحد على مواراتها خوفا من العباسيين! وعلم والي المدينه عمر بن عبدالعزير (2) بقتل الحسين(ع) فأحرق داره ودور أهله وصادر أموالهم وممتلكاتهم (3).

وهكذا شهدت مكة مأساة من أكبر مآسي أهل البيت، وشهدت إراقة دمائهم مثلما شهدت المدينة إراقة دماء النفس الزكية.

من بقي من أهل البيت (ع) بعد معركة فخ

كانت معركة (( فخ )) واستشهاد الحسين (ع) ضربة قاصمة للإسلام والمسلمين وكان على علماء وزعماء أهل البيت(ع) بعدها مسئولية حمل ونشر الفكر الإسلامي الأصيل وعلومه، وعليهم صيانته في هذه الظروف القاسية التي يمر بها الإسلام فخرجوا مستترين في البلدان. فخرج يحيى بن عبدالله (ع) إلى اليمن ودخل صنعاء وأخذ عنه علماؤها ثم انتقل إلى السودان وتنقل في البلدان ينشر علومه حتى استقر أخيرا في الديلم.

وذهب إدريس بن عبدالله إلى المغرب وأقام الدولة الزيدية الإدريسية هناك وسنتحدث عن ذلك في مقرر المرحلة الثالثة إنشاء الله.

وتفرق الباقون في الأمصار يحيون علوم أهل البيت(ع) ويحفظونها من التشويه والتحريف يبذلون في سبيل ذلك نفوسهم وأرواحهم.

Page 102