139

Targhib Wa Tarhib

الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة

Publisher

مكتبة مصطفى البابي الحلبي

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م

Publisher Location

مصر

الترهيب من ترك الاستبراء من البول، وإتيان النميمة ٧ - وعن أُمامة ﵁ قال: مر النبى ﷺ في يوم شديد الحر نحو بقيع (١) الغرقد، قال وكان الناس يمشون خلفه، قال فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه فجلس حتى قدمهم أمامه، فلما مر ببقيع الغرقد إذا بقبرين قد دفنوا فيهما رجلين. قال فوقف النبى ﷺ فقال: من دفنتم هاهنا اليوم؟ قالوا فلان وفلانٌ. قالوا يا نبىَّ الله وما ذاك؟ قال أما أحدهما فكان لا يتنزَّهُ من البول، وأما الآخر فكان يمشى بالنميمة، وأخذ جريدةً رطبةً (٢) فشقها، ثم جعلها على القبرين. قالوا يا نبى الله: لم فعلت هذا؟ قال لُيخفِّفَنَّ عنهما. قالوا: يا رسول الله: حتى متى (٣) هما يعذبان؟ قال غيب لا يعلمه إلا الله، ولولا تمرُّغُ (٤) قلوبكم وتزيُّدُكُم (٥) في الحديث لسمعتم ما أسمع. رواه أحمد واللفظ له وابن ماجه، كلاهما من طريق على بن يزيد الالهانى عن القاسم عنه. ٨ - وعن عبد الرحمن بن حسنة ﵁ قال: خرج علينا رسول الله ﷺ في يده الدرقة (٦) فوضعها (٧)، ثم جلس فبال إليها، فقال بعضهم انظروا إليه يبول كما تبول المرأة فسمعه النبى ﷺ فقال: ويحك (٨) ما علمت ما أصاب صاحب بنى اسرائيل كانوا إذا أصابهم البول قرضُوهُ (٩) بالمقاريض

(١) موضع بظاهر المدينة فيه قبور أهلها، وكان به شجر الغرقد فذهب وبقي اسمه - والبقيع المتسع ذو الأشجار. (٢) خضراء. (٣) إلى أي زمان ينتهى حسابهما. (٤) تقلب. (٥) خشية زيادتكم في القول: أعطى رسول الله ﷺ قوة وقدرة على سماع صوتهما؛ وإدراك نوع عذابهما، وهذه ميزة له ﷺ وخصوصية، ولولا خوف الفتنة. وهلاك الإنس والجن لأسمعهم الله جل وعلا، كما قال ﷺ في حديث البخاري: (يسمع بها كل شيء إلا الإنسان رأفة به ورحمة من الله جل وعلا. (٦) الترس إذا كان من جلد وليس فيه خشب ولا عصب. (٧) جعلها مائة بينه وبين الناس، وبال مستقبلا إليها: فأنت ترى رسول الله ﷺ يذهب بعيدا في الفضاء ويبعد عن طريق الناس ونواديهم ثم يضع سترا وحائلا يمنع كشف العورة، وظن الجهال المغفلون أن هذه الوقاية للسيدات فقط، فأفهم النبى ﷺ أن يتجنبوا إطهار العورة، ولا بد من التستر. (٨) كلمة ترحم أي رحمك الله. (٩) قطعوه بآلة حادة، والمعنى أن بنى إسرائيل كانوا يتحرزون من البول حتى يقطعوا ما نجسه من الثوب، فنهاهم عن هذا القطع صاحب بنى اسرائيل فعذبه الله في قبره لأنه يوصى ببقاء النجاسة، والله أعلم. وكانت الطهارة عندهم إزالتها بالقطع، وجاء الدين الإسلامى، فخفف بغسلها. ﷺ على صاحبه نبى الرحمة.

1 / 140