138

Targhib Wa Tarhib

الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة

Publisher

مكتبة مصطفى البابي الحلبي

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م

Publisher Location

مصر

أو يشق فعله لو أرادَا أن يفعلا، وهو التنزه من البول، وترك النميمة، ولم يرد أن المعصية في هاتين الخصلتين ليست بكبيرة في حق الدين، وأن الذنب فيهما هين سهل. (قال الحافظ عبد العظيم) ولخوف توهم مثل هذا استدرك، فقال ﷺ بلى إنه كبيرٌ، والله أعلم. الترهيب من ترك الاستبراء من البول، وإتيان النميمة ٣ - وعن ابن عباس ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ عامة عذاب القبر في البول فاستنزهوا (١) من البول. رواه البزار والطبراني في الكبير والحاكم والدارقطنى كلهم من رواية أبى يحيى القتات عن مجاهد عنه، وقال الدراقطنى إسناده لا بأس به، والقتات مختلف في توثيقه. ٤ - وعن أنس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ تنزهوا من البول، فإنه عامة عذاب القبر من البول. رواه الدارقطنى وقال: المحفوظ مرسل. ٥ - وعن أبي بكر ﵁ قال: بينما النبى ﷺ يمشى بيني وبين رجل آخر إذ أتى على قبرين فقال: إن صاحبى هذين القبرين يُعذبان (فائتيانى بجريدةٍ) قال أبو بكر: فاستقبت أنا وصاحبى فأتيته بجريدةٍ فشقها نصفين، فوضع في هذا القبر واحدة، وفي ذا القبر واحدةً. قال لعله يخفف عنهما مادامتا رطبتين، إنهما يُعذبان بغير كبير: الغيبة (٢) والبول. رواه أحمد والطبراني في الأوسط واللفظ له، وابن ماجه مختصرا من رواية بحر بن مرار عن جده أبى بكرة ولم يدركه. ٦ - وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ أكثر عذاب القبر من البول (٣) رواه أحمد وابن ماجه واللفظ له، والحاكم قال: صحيح على شرط الشيخين ولا أعلم له علة. (قال الحافظ) وهو كما قال.

(١) تطهروا وتحروا إزالته وتأنوا عند البراءة منه، وتحفوا نزول قطراته، وذلك بعد انقطاع البول يتأنى الإنسان، ثم يضغط ضغطا خفيفًا على المثانة بتؤدة ولا أذى، ثم ينثرها نثرًا هينًا، ثم يستنجى. (٢) بالكسر: هي أن يتكلم خلف إنسان مستور بما يغمه أو سمعه، فإن كان صدقًا سمى غيبة، وإن كان كذبا سمى بهتانا. فحذار أن تذكر أخاك بما يكره، وأن تطلق لسانك في ذكر عيوبه فهذا ضرر الدنيا يجلب العداوة ويشن غارة الخصام، وعذاب القبر، وفي الآخرة الجحيم. (٣) ترك الطهر منه.

1 / 139