Tarbiya Wa Taclim Fi Islam
التربية والتعليم في الإسلام
Genres
وكذلك كان جرير يدون شعره، بل يروي صاحب الأغاني أن بعض موالي بني كليب بن يربوع - وكان بائعا للرطب في البصرة - يدون شعره، قال: كنت أجمع شعر جرير وأشتهي أن أحفظه وأرويه، فجاءني جرير ليلة فقال إن راعي الإبل النميري قد هجاني وإني آتيك الليلة فأعد لي شواء وفراشا ونبيذا محشفا، فأعددت له ذلك، فلما أعتم جاءني فقال: هلم عشاءك. فأتيته به فأكل ثم قال: هلم نبيذك. فأتيته به فشرب أقداحا ثم قال : هات دواة وكتفا. فأتيته بهما فجعل يملي علي قوله:
أقلي اللوم عاذل والعتابا
وقولي إن أصبت لقد أصابا
234
ويروي أبو الفرج أن رجلا من الأنصار لاحق عدي بن الرقاع العاملي (؟-95) معاصر جرير وشاعر الوليد بن عبد الملك وقال له: اكتب لي شيئا من شعرك. فقال عدي: ومن أي العرب أنت؟ قال: أنا رجل من الأنصار. قال: ومن منكم القائل:
إن الحمام إلى الحجاز يهيج لي
طربا ترنمه إذا يترنم
فقيل له: سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت. فقال: عليك بصاحبكم فاكتب شعره فلست تحتاج معه إلى غيره.
235
ويروي المرزباني أن ذا الرمة (؟-117) كان يكتب وأن عيسى بن عمر قال: قال لي ذو الرمة: أنت والله أعجب إلي من هؤلاء الأعراب؛ أنت تكتب وتؤدي ما تسمع، وهؤلاء يهون على أحدهم وقد نحته من جبل أن يجيء به على غير وجهه. قال قلت: إني لم أصل منك بشيء. قال: كنت مشغولا، عد إلي. فعدت إليه فتعاييت في شيء فتهجاه لي فقلت: أراك تكتب يا أبا الحارث. قال: إياك أن يعلم هذا أحد، تعلمت الخط من رجل كان عندنا بالجفر، فكان يجلس إلي من العتمة إلى أن ينكفت السامر يخط لي في تراب البطحاء. وقال شعبة بن الحجاج (؟-160): لقيت ذا الرمة فقلت أكتبني شعرك، فجعل يملي علي ويطلع في الكتاب فيقول: ارفع اللام من السين وشق الصاد، ولا تعور الكاف، فقلت من أين لك الكتاب؟ قال: قدم علينا رجل من الحيرة فكان يؤدب أولادنا فكنت آخذ بيده فأدخله الرمل فيعلمني الكتاب، وأنا أفعل ذلك لئلا تقول علي ما لم أقل.
Unknown page