Tanzīh al-Qurʾān ʿan al-maṭāʿin
تنزيه القرآن عن المطاعن
Genres
سورة الغاشية
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (وجوه يومئذ خاشعة) كيف يصح ذلك في الوجوه وذلك من صفات الحي الذي الوجه بعضه؟ وجوابنا أن المراد جملة المرء دون العضو وقد يذكر الوجه ويراد به نفس الشيء كما يقال هذا وجه الأمر وعلى هذا الوجه تأول العلماء قوله (كل شيء هالك إلا وجهه) ولذلك قال تعالى بعده (تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية ليس لهم طعام إلا من ضريع) وذلك منه تعالى زجر عن المعاصي التي تؤدي إلى هذا الوصف وقوله تعالى (عاملة ناصبة) تدل على قدرتها على خلاف ذلك لان من خلق فيه الشيء لا يوصف بهذا الوصف ثم بين تعالى الفضل بينهم وبين أهل الجنة فقال تعالى (وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية) فرغب بذلك في الطاعة ثم عطف على الجميع فقال تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) بعث بذلك على النظر في أدلة الله تعالى ونعمه ثم قال (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر) فبين أن الذي اليه هذا القدر قبلوا أو لم يقبلوا. ودل بذلك على أنهم ممكنون لان الامر من الله تعالى لرسوله بأن يذكر لا يصح والمرء قد خلق فيه ما يمنعه من الكفر وقدرة الكفر.
Page 461