405

Tanzīh al-Qurʾān ʿan al-maṭāʿin

تنزيه القرآن عن المطاعن

Genres

وربما قيل في قوله تعالى (فذكر إن نفعت الذكرى) كيف يصح ان يأمره بأن يذكر من تنفعه الذكرى وقد علمنا أنه يلزمه أن يذكر من هذا حاله ومن لم تنفعه الذكرى بأن لا يقبل ويتمرد؟ وجوابنا أن المراد تجديد الذكرى على من هذا حاله وإن كان البيان من جهته قد حصل بكل ومن المعلوم أن من حاله أن تنفعه الذكرى يكون في جملة ألطافه تكرير الذكرى عليه ويحتمل أن يريد الكل سواء قبلوا أم لم يقبلوا لأنهم إن لا يقبلوا لا يخرجوا من أن تكون الذكرى قد نفعتهم كما ينتفع الجائع بتقديم الطعام إليه وإن لم يختر الأكل.

[مسألة]

وربما قيل ما معنى قوله تعالى (ويتجنبها الأشقى الذي يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا يحيى) كيف يصح أن يكون في النار لا حيا ولا ميتا؟ وجوابنا أن المراد أنه لا يموت فيستريح من من ذلك العقاب ولا يحيى حياة ينتفع بها.

Page 460