125

Tanwir Miqbas

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

Publisher

دار الكتب العلمية

Publisher Location

لبنان

﴿وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً﴾ حرمُوا الْبحيرَة والسائبة والوصيلة والحام ﴿قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ﴾ على تَحْرِيمهَا ﴿آبَاءَنَا﴾ وأجدادنا ﴿وَالله أَمَرَنَا بِهَا﴾ بِتَحْرِيم الْبحيرَة والسائبة والوصيلة والحام ﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿إِنَّ الله لَا يَأْمر بالفحشاء﴾ بِالْمَعَاصِي وبتحريم الْحَرْث والأنعام ﴿أَتَقُولُونَ﴾ بل تَقولُونَ ﴿عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ ذَلِك
﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ﴾ بِالتَّوْحِيدِ بِلَا إِلَه إِلَّا الله ﴿وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ﴾ واستقبلوا بوجوهكم ﴿عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ عِنْد كل صَلَاة ﴿وادعوه﴾ واعبدوه ﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدّين﴾ مُخلصين لَهُ بِالْعبَادَة والتوحيد ﴿كَمَا بَدَأَكُمْ﴾ يَوْم الْمِيثَاق سعيدًا وشقيًا عَارِفًا ومنكرًا مُصدقا ومكذبًا ﴿تَعُودُونَ﴾ إِلَى ذَلِك
﴿فَرِيقًا هدى﴾ أكْرمهم الله بالمعرفة والسعادة وهم أهل الْيَمين ﴿وَفَرِيقًا حَقَّ﴾ وَجب ﴿عَلَيْهِمُ الضَّلَالَة﴾ أَهَانَهُمْ الله بالنكرة والشقاوة وهم أهل الشمَال ﴿إِنَّهُمُ اتَّخذُوا﴾ يَقُول قد علم الله أَنهم يتخذون ﴿الشَّيَاطِين أَوْلِيَآءَ﴾ أَرْبَابًا ﴿مِن دُونِ الله وَيَحْسَبُونَ﴾ يظنّ أهل الضَّلَالَة ﴿أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴾ بدين الله
﴿يَا بني آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ﴾ البسوا ثيابكم ﴿عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ عِنْد وَقت كل صَلَاة وَطواف ﴿وكُلُواْ﴾ من اللَّحْم وَالدَّسم ﴿وَاشْرَبُوا﴾ من اللَّبن ﴿وَلاَ تسرفوا﴾ لَا تحرموا الطَّيِّبَات من الرزق وَاللَّحم وَالدَّسم ﴿إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المسرفين﴾ الْمُعْتَدِينَ من الْحَلَال إِلَى الْحَرَام
﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة ﴿مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ الله﴾ لبس الثِّيَاب فِي أَيَّام الْمَوْسِم وَالْحرم وَالطّواف ﴿الَّتِي أَخْرَجَ﴾ يَعْنِي الزِّينَة خلق ﴿لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرزق﴾ من اللَّحْم وَالدَّسم وَقد كَانُوا يحرمُونَ فِي الْجَاهِلِيَّة على أنفسهم فِي أَيَّام الْمَوْسِم اللَّحْم وَالدَّسم ويدخلون الْحرم الرِّجَال بِالنَّهَارِ وَالنِّسَاء بِاللَّيْلِ عُرَاة فيطوفون عُرَاة فنهاهم الله عَن ذَلِك ﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿هِي﴾ يَعْنِي الطَّيِّبَات ﴿لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا﴾ بِمُحَمد ﵊ وَالْقُرْآن ﴿خَالِصَةً﴾ خَاصَّة ﴿يَوْمَ الْقِيَامَة﴾ واشترك فِيهَا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا الْبر والفاجر مقدم ومؤخر ﴿كَذَلِكَ﴾ هَكَذَا ﴿نُفَصِّلُ الْآيَات﴾ نبين الْقُرْآن بالحلال وَالْحرَام ﴿لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ ويصدقون أَنه من الله
﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد لَهُم ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِش﴾ الزِّنَا ﴿مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ يَعْنِي زنا الظَّاهِر ﴿وَمَا بَطَنَ﴾ مِنْهَا يَعْنِي زنا السِّرّ وَهِي المخالة ﴿وَالْإِثْم﴾ الْخمر كَمَا قَالَ الشَّاعِر: (شربت الْإِثْم حَتَّى ضل عَقْلِي ... كَذَا الْإِثْم تذْهب بالعقول) وَقَالَ أَيْضا (شربت الْإِثْم بالصواع جهارا ... وَترى آلهتك بَيْننَا مستفادا) ﴿وَالْبَغي﴾ الاستطالة ﴿بِغَيْرِ الْحق﴾ بِلَا حق ﴿وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّه مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا﴾ كتابا وَلَا حجَّة ﴿وَأَن تَقُولُواْ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ ذَلِك من تَحْرِيم الْحَرْث والأنعام والطيبات واللباس
﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ﴾ لكل أهل دين ﴿أَجَلٌ﴾ وَقت لهلاكها ﴿فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ﴾ وَقت هلاكهم ﴿لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً﴾ لَا يتركون بعد الْأَجَل طرفَة عين ﴿وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ﴾ لَا يهْلكُونَ قبل الْأَجَل طرفَة عين
﴿يَا بني آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ﴾ حِين يَأْتينكُمْ ﴿رسل مِنْكُم﴾ آدميون مثلكُمْ ﴿يقصون عَلَيْكُم﴾ يقرءُون عَلَيْكُم ﴿آيَاتِي﴾ بِالْأَمر وَالنَّهْي ﴿فَمَنِ اتَّقى﴾ آمن بِالْكتاب وَالرسل ﴿وَأَصْلَحَ﴾ فِيمَا بَينه وَبَين ربه ﴿فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ من الْعَذَاب ﴿وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ من ذهَاب الْجنَّة
﴿وَالَّذين كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا﴾ بكتابنا وبرسولنا ﴿واستكبروا عَنْهَآ﴾ عَن الْإِيمَان بهَا ﴿أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّار﴾ أهل النَّار ﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ دائمون لَا يموتون وَلَا يخرجُون
﴿فَمن أظلم﴾ أَعْتَى وَأَجرا على الله ﴿مِمَّن افترى﴾ اختلق

1 / 126