لقاحها التفكير، ونتاجها التأليف، تخرس منفردة، وتنطق مزدوجة، بلا أصوات مسموعة، ولا ألسن مشحوذة.
وقال أقليدس: الخط هندسة روحانية، وإن ظهرت بآلة جسمانية، فأخذ النّظام معناه وأفرغه في قالب سواه من الألفاظ فقال:
"الخط أصيل في الروح، وإن ظهر بحواسّ الجسد".
وقال جالينوس: الكتابة كلامٌ ميتٌ يتناوله قارئه كيف يشاء، والخطابة كلام حيّ يمكن صاحبه أن يبصره حتى يبلغ منه غرضه.
وقال أرسطاطاليس: الخطُ العلةُ الصورة، والقلم العلة الآلية، والمدادُ العلةُ الهيولانية، والكاتب العلة الفاعلية، والبلاغة العلة التمامية.
وقال أفلاطون: عقول الرجال ظاهرة على خطوطها، كما أن خطوطها باطنة تحت سن أقلامها.
وللحسن بن وهب في نعت قلم: قد راقني كتابك، وآنقني ما ضمنته من وشي بنانك، وأودعته من نسج أقلامك، ونمقته من طرائف خطوطك، وبدائع حروفك، وغنمته فيه من عجائب سطورك، وغرائب فصولك،
1 / 43
الباب الأول: في تصحيفات العلماء في شعر القدماء وعددهم خمسة وعشرون
الباب الثاني: في ذكر ما أثاره العلماء من الهو والزلل على الشعراء
الباب الثالث: في ذكر أبيات رويت مصحفة تصحيفا في اللغة ثم خرج لها العلماء تفاسير مختلفة
الباب الرابع: في ذكر اختلافات من القرآن احتمل هجاؤها لفظين فمن أجل أنه قرئ بهما صارتا قراءتين
الباب الخامس: في ذكر التصحيف نثرا المستعمل عمدا لا سهوا