Tamhīd li-tārīkh al-falsafa al-islāmiyya
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
Genres
ومنهم محمد بن علي بن إسماعيل القفال الكبير الشاشي المتوفى سنة 365ه/975-976م. قال صاحب «طبقات الشافعية الكبرى»: «كان إماما في التفسير، إماما في الحديث، إماما في الكلام، إماما في الأصول، إماما في الفروع.» وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي: «كان إماما، وله مصنفات كثيرة ليس لأحد مثلها، وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء؛ فإنه كتاب في أصول الفقه، وله شرح الرسالة، وعنه انتشر فقه الشافعي فيما وراء النهر.» وذكر في «البحر المحيط» للزركشي وفي «كشف الظنون» وفي «الطبقات»: «وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: بلغني أنه كان مائلا عن الاعتدال، قائلا بالاعتزال في أول أمره، ثم رجع إلى مذهب الأشعري.»
ومنهم الحافظ أبو بكر الجوزقي،
218
ومحمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري الشيباني توفي سنة 378ه/998-999م: وفي «طبقات الشافعية»: «كان أبو بكر أحد أئمة المسلمين علما ودينا، وكان محدث نيسابور.» ولم يذكر شرحه للرسالة في «الطبقات»، لكن الزركشي وصاحب «كشف الظنون» ذكراه، قال الزركشي في «البحر المحيط» في الكلام على ما عنده من كتب الفن: «فمن كتب الإمام الشافعي - رضي الله عنه - «الرسالة» و«اختلاف الحديث»، و«أحكام القرآن»، ومواضع متفرقة من «الأم» و«شرح الرسالة» للصيرفي، وللقفال الشاشي، وللجويني،
219
ولأبي الوليد النيسابوري، وكتاب «القياس» للمزني».
أما صاحب «كشف الظنون» فيقول: «رسالة الشافعي في الفقه على مذهبه، وهي مشهورة بينهم، ورواها عنه جماعة وتنافسوا في شرحها، فشرحها أبو بكر محمد بن عبد الله الشيباني الجوزقي النيسابوري المتوفى سنة 388ه/998م، والإمام محمد بن علي القفال الكبير الشاشي المتوفى سنة 365ه/975-976م، وأبو الوليد حسان بن محمد النيسابوري القرشي الأموي المتوفى سنة 349ه/960م، وأبو بكر محمد بن عبد الله الصيرفي سنة 330ه/941-942م واسمه: «دلائل الأعلام»، ذكره في شرح الألفية، وشرحها أبو زيد عبد الرحمن الجزولي، ويوسف بن عمر، وجمال الدين ... الأقفهسي، وابن الفاكهاني أبو القاسم بن عيسى بن ناجي.»
220
ولم أعثر على تراجم للشراح الخمسة الأخيرين.
والشراح الذين تناولوا رسالة الشافعي كانوا ما بين متكلمين وفقهاء، فنزع كل فريق منهم المنزع المناسب لفنه، فعني الفقهاء بجانب الاستنباط والتفريع في «الرسالة»، وعني المتكلمون بما توحي به مباحث الكلام.
Unknown page