============================================================
السهيد شح معالم العدل والتوحيد ال وثامنها أنه تعالى لو كان فاعلا للقبائح لكان جاهلا ومحتاجا؛ لأن الفاعل للقبيح لا يفعله إلا لأحد هذين الوجهين، فإذا وجب ذلك في الشاهد مع أن الفاعل منا ليس فاعلا على الحقيقة عندكم فلأن يكون في الغائب أولى وأحق.
المسلك الرابع الأدلة النقلية وهي منقسمة إلى الكتاب والسنة والإجماع.
أما الكتاب فقوله تعالى: ( فتبارك الله أخسن الخالقين)(1). وكذلك الآيات المشتملة على إثبات العمل للعبد كقوله تعالى: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا)(2). فذكر الغفران عن نفسه لمن أتى بالإيمان والعمل الصالح، وذلك يدل على أن للعبد عملا. وقوله تعالى: (من عمل صالحا فلنفسه)(2) وقوله تعالى: (ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويخزي الذين أخسنوا بالخشنى)(4) وقوله: (ليبلوكم أيكم أخسن عملا)(3) وقوله تعالى: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات)(6) وقوله تعالى: (أم نجعل الذين آمثوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم تجعل المتقين كالفجار)(1). وبالجملة فكل ما في القرآن من الأوامر والنواهي والوعد والوعيد ووصف العباد بكونهم محسنين أو مسيئين يدل على كونهم فاعلين.
وأما السنة فقوله عليه الصلاة والسلام: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له". وقوله: لانية المؤمن خير من عمله، ونية الفاسق شر من عمله". وقوله: "الأعمال بالنيات".
- سورة المؤمنون: آية14.
2- سورة طه: آية 82.
3- سورة فصلت: آية 46.
4 - سورة النجم: آية 31.
5- سورة الملك: آية 2.
6- سورة الجائية: آية 21.
1- سورة ص: آية 28.
Page 133