============================================================
الشهيد شح معالم العدل والتوحيل هذا آخر السبحة التي لهم، والمعمودية عندهم ماء لهم يغسلون به الصبي في اليوم السابع من ولادته رجاء مغفرة الخطايا، والجماعة عندهم هم الأئمة بعد النبي فإنهم يقولون بعصمتهم، وهذا وصفوها بأنها قدسية، وشرطوا الايمان بهم في جملة إيمانهم، ولهم أقاويل ختلفة ومذاهب مضطربة، ومن أحاط علما بما ذكرناه هان عليه مناقضتها وإفسادها.
واعلم أن أقربهم إلى الحق وأكثرهم إنصافا فريقان: أحدهما البولية أصحاب بولي فإنهم قالوا: إن الله تعالى واحد وإن المسيح ابتدئ من مريم ابتداء وإنه نبي صالح عبد مخلوق إلا ان الله شرفه وكرمه بطاعاته وسماه ابنا على طريق التبني لا من طريق الولادة، ولعل التبني في لغتهم موضوع للاكرام والتعظيم من دون أن تعتبر فيه المجانسة فلذلك قالوا: تبناه الله تعالى.
الفريق الثاني الأرمنوسية منهم فإنهم ذهبوا إلى أن عيسى كان عبدا لله ولكنه اتخذه ابنا على سبيل التشريف كما اتخذ إبراهيم خليلا لنفسه على سبيل التشريف. وغرضهم بالتبني الاكرام والإعظام لا حقيقة البنوة كما حكيناه عن الفريق الأول.
الوجه الثالث في الكلام على شبههم ال واعلم أنه ليس في أيدي النصارى أدلة منقولة عن كتب الله تعالى ولا مأثورة عن رسله في كون المسيح ابنا لله. وجملة ما أتوا به أمران: أحدهما ما اختص عيسى عليه الصلاة والسلام به من خوارق العادات، وذلك نحو حدوثه من غير الأب، ثم إحيائه الموتى وابرائه الأكمه والأبرص.
وجوابه أن هذا باطل لمعجزات سائر الأنبياء، فإنها قد ظهرت عليهم ولم يثبت لهم اسم البنوة والإلهية.
Page 114