153

Taj Manzur

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

Genres

فضد النفاق الإخلاص في العمل، وضد الرياء إخلاص طلب الأجر، والتخليط إفراد العمل لله، والأذى كفه وتركه، والمن تسليم العمل لله، والندامة تثبت النفس حتى تحكم الأمور قبل إتيانها.

والعجب ذكر المنة، والحسرة إغتنام فعل الخير، والتهاون تعظيم التوفيق، وخوف الملامة الخشية من الله.

فالنفاق يحبط العمل، والرياء يوجب رده، والمن والأذى يبطلان الصدقة، والندامة تورث الهم والخذلان، والعجب يذهب أضعاف العمل، والحسرة وخوف الملامة والتهاون تخفيف وزن العمل؛ فمن عمل للخلق فأكثر ما يناله منهم كلمة مدح يذكرونه بها، فلا فائدة له فيها، بل يبقى عليه وزرها إن أحبها، ومن عمل لخالقه، حمده الحمد الدائم، وضاعف له، وحببه إلى خلقه، وأثابه وأرضاه. فانظر ما بين الأمرين.

فصل

ندب لمن وفق لما ذكر أن يحمد الله ويشكره، لأنهما قيد النعم، وبهما دوامها، وبتركهما ذهابها.

والنعمة دينية ودنيوية، وهي نعمة نفع ودفع؛ فنعمة النفع ما أعطاك [81] الله من المصالح والمنافع، من تسوية الخلقة والسلامة والعافية والمطعم والمشرب والملبس والمركب ونحوها، ونعمة الدفع ما صرفه عنك من المضار والآفات؛ والدينية نعمة العصمة والتوفيق لدين الإسلام، والعون عليه والمعرفة ودوام ذلك بالحمد والشكر؛ فالحمد قيل من صنوف التسبيح والتهليل، والشكر من صنوف الصبر والتفويض.

وقيل: الحمد هو الثناء الجميل، والشكر هو الطاعة بجميع الجوارح واجتناب المعاصي، وقيل: هو الاحتراس عنها بجميع الأركان حتى لا يعصى الله بشيء منها، فهو غير الاجتناب لأنه ترك الشيء عند الدواعي إليه، وقيل: هو تعظيم المنعم في مقابلة نعمه.

ومن أقبح الأشياء أن تجعل نعمه عونا على عصيانه، فعلى العبد أن يكون عنده من التعظيم ما يحول بينه وبين المعاصي، ثم يجتهد في طاعة المنعم.

Page 153