149

Taj Manzur

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

Genres

وقد ورد الصبر في القرآن في أكثر من سبعين موضعا، لجلالة موقعه في الدين. وقيل: كل الحسنات لها أجر محصور من عشرة أمثالها إلى سبع مائة إلا الصبر، فإنه لا يحصى أجره لقوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} (سورة الزمر: 10)، وذكر تعالى لهم ثمانية أنواع من الكرامات: المحبة لقوله تعالى: {والله يحب الصابرين} (سورة آل عمران: 146)، والنصرة كقوله تعالى: {إن الله مع الصابرين} (سورة الأنفال: 46)، وغرفات الجنة لقوله: {يجزون الغرفة بما صبروا}، والأجر الجزيل كقوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون} الآية، والأربعة الأخرى هي المذكورة في قوله تعالى: {وبشر الصابرين} إلى {المهتدون} (سورة البقرة: 155). فمنها البشارة والصلاة والرحمة والهداية.

والصبر على أ ربعة: صبر على البلاء، وهو منع النفس عن التسخط والهلع والجزع، وصبر على النعم، وهو تقييدها بالشكر وعدم الطغيان والتكبر بها، وصبر على الطاعات بالمحافظة والدوام عليها، وصبر عن المعاصي بكف النفس عنها.

وفوق الصبر التسليم، وهو ترك الاعتراض والتسخط ظاهرا، وترك الكراهية باطنا؛ وفوق التسليم الرضا بالقضاء، وهو سرور النفس لفعل الله، وهو صادر عن [79] المحبة، وكل ما يفعله المحبوب محبوب.

الباب الرابع والعشرون

فيما تستقيم به العبادة

وإنما تستقيم للعبد باستشعار الخوف والرجاء، فالنفس كما علمت ميالة للشر، لا تنزجر إلا بالتخويف البليغ قولا وفعلا وفكرا وذكرا، وتعرف ضروب الأخطار.

Page 149