108

Tahrir Tahbir

تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن

Investigator

الدكتور حفني محمد شرف

Publisher

الجمهورية العربية المتحدة-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

Publisher Location

لجنة إحياء التراث الإسلامي

ومن بديع التفسير قول أبي جعفر الخراز النظيري من نظر بلنسية، من شعراء المائة السادسة في ابن عباد طويل: وما زلت أجني منك والدهر ممحل ... ولا ثمر يجني ولا زرع يحصد ثمار أياد دانيات قطوفها ... لأغصانها ظل علي ممدد يرى جاريًا ماء المكارم تحتها ... وأطيار شكري فوقهن تغرد ون التفسير نوع لا تعرف صحته، لأنه يأتي مفسرًا لشيء مقدر في النفس، لم يجر له ذكر في الكلام الذي تقدم، لكنه يكون ملزوم الكلام المتقدم من ظاهر اللفظ، ولأن المفسر لا تنحصر تفاصيله كقول المتنبي كامل: وجلا الوداع من الحبيب محاسنًا ... حسن العزاء وقد جلين قبيح فيد مسلمة وطرف شاخص ... وحشًا يذوب ومدمع مسفوح وذلك أن البيت الثاني لا يصلح أن يكون تفسيرًا للبيت الأول، لأن البيت الأول أشار إلى صفات الحبيب، والبيت الثاني يشير إلى أحوال المحب، وإنما لما قال في البيت الأول إن الوداع جلا من الحبيب محاسنًا قبح عند رؤيتها، كان كأنه قدر في نفسه أنه عندما تحقق مقارنة تلك المحاسن بقيت حاله على ما شرحه وفسره في البيت الثاني. ومن مليح التفسير وبديعه قول محمد ابن وهيب في المعتصم بسيط

1 / 190