Taḥrīr al-afkār
تحرير الأفكار
قال الشيخ أي الدارقطني : وروى الجهر ب ] بسم الله الرحمن الرحيم [عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)جماعة من أصحابه ومن أزواجه غير من سمينا، كتبنا أحاديثهم بذلك في كتاب الجهر بها مفردا واقتصرنا هاهنا على ما قدمنا ذكره طلبا للاختصار والتخفيف، وكذلك ذكرنا في ذلك الموضع من جهر بها من أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)والتابعين لهم والمخالفين بعدهم رحمهم الله. انتهى.
وقد تكلم بعضهم على كثير من الأسانيد بتضعيف أحد الرواة أو نحو ذلك. وقد ظهر من مذهبهم أن من روى الجهر فهو ضعيف لأن روايته عندهم منكرة لمخالفتها حديث أنس بزعمهم. ولتأصيلهم هذا الأصل أي ضعف من رواها يوردها بعضهم في ترجمته كما فعلوا في ترجمة حفص بن عمر المكي، أنه روى عن ابن عباس أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ما زال يجهر ب ] بسم الله الرحمن الرحيم [ حتى مات. أوردها الذهبي في ترجمة حفص في الميزان. وقد مر تفسير حديث أنس وأن المقصود به قراءة الفاتحة لا ترك الجهر بالبسملة، ولذلك تبين أن روايات الجهر ب ] بسم الله الرحمن الرحيم [ لا تنكر ولا يضعف بسببها أحد من رواتها، وتبين أنها قوية متعاضدة. ومجموع ذلك يدل على ثبوت الجهر بها بلا إشكال.
Page 302