280

وأما قوله: « وشواهد هذه الجملة وهي لا يذكرون ] بسم الله الرحمن الرحيم [ كثيرة »، فغير مسلم فإن أراد أن لها شواهد بهذه الصورة فلا نسلم وجود شيء أصلا، وإن أراد الرواية المستقلة التي سبق ذكرها في ( ص 131 ) في أول النوع السابع فليست كثيرة. ومع ذلك لا تخرج هذه الزيادة التابعة لحديث الاستفتاح ب ] الحمد لله رب العالمين [ عن الشذوذ لأن تلك رواية مستقلة، وهذه زيادة ملصقة ملحقة خالفت بالإلصاق والإلحاق جميع الروايات المعروفة، فظهر أنها مدرجة.

قال مقبل: ثم إنه قد توبع أنس كما في رواية عبدالله بن مغفل، وإن كان ابنه مجهولا فهي تصلح للمتابعة، لأنه ليس مجهول العين كما في نصب الراية.

والجواب: إن الرواية التي فيها الإدراج لم تثبت عن أنس بل خالفت رواية الجمهور عن أنس. فلا معنى لقوله: « قد توبع أنس » مع أن رواية ابن عبدالله بن مغفل عن أبيه بلفظ: صليت خلف رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأبي بكر وعمر فما سمعت أحدا منهم يقرأ ] بسم الله الرحمن الرحيم [ وهذه ليس فيها إلا نفي السماع وهو محتمل لأن ابن مغفل متأخر، فلا يدل عدم السماع على عدم الجهر، فلا تصلح شاهدا لحديث الأوزاعي: « كتب إلي قتادة.... » مع أنها رواية مستقلة فلا تصلح شاهدة للزيادة المدرجة بعد حديث الافتتاح ب ] الحمد لله رب العالمين [.

قال مقبل: ( 8 ): ثبوت ما يخالفه عن صحابيه، تقدم في رواية الحاكم وتقدم أنه لم يثبت أن أنسا خالف ما روى، ولو ثبت فالعبرة بما روى لا بما رأى.

Page 286