252

Tahāfut al-Tahāfut

تهافت التهافت

Genres

[232] ولو كان يصدر عن قوة واحدة افعال كثيرة كما يصدر عن القوى المركبة افعال كثيرة لم يكن فرق بين الذات البسيطة والمركبة ولا تميزت لنا . وأيضا ان امكن ان يصدر عن ذات واحدة أفعال كثيرة فقد أمكن فعل من غير فاعل وذلك ان الموجود انما يوجد عن موجود لا عن معدوم ولذلك ليس يمكن ان يوجد المعدوم من ذاته فاذا كان المحرك للمعدوم والمخرج له من القوة الى الفعل انما يخرجه من جهة ما هو بالفعل فواجب ان يكون نحو الفعل الذى فيه على نحو الفعل المخرج له من العدم الى الوجود فانه ان خرج اى مفعول اتفق من اى فاعل اتفق لم يمتنع ان تخرج المفعولات الى الفعل من ذاتها لا من قبل فاعل يفعلها فان تخرج انحاء كثيرة من القوة الى الفعل عن فاعل واحد فواجب ان تكون فيه اعنى تلك الانحاء او ما يناسبها لانه ان لم يكن فيه الا نحو واحد منها فما خرج من سائر الانحاء انما خرج من نفسه من غير مخرج له .

[233] وليس لقائل ان يقول ان شرط الفاعل انما هو ان يوجد فاعلا فقط بالفعل المطلق فقط لا بنحو من الفعل مخصوص فانه لو كان ذلك كذلك لفعل أى موجود اتفق اى فعل اتفق واختلطت الموجودات وايضا فان الموجود المطلق اعنى الكلى أقرب الى العدم من الموجود الحقيقى ولذلك نفى القول بموجود مطلق ولون مطلق القائلون بنفى الاحوال وقال القائلون باثباتها انها لا موجودة ولا معدومة فلو صح هذا لصح ان تكون الاحوال علة للموجودات .

Page 258