Al-Tafsīr al-muyassar li-Saʿīd al-Kandī
التفسير الميسر لسعيد الكندي
Genres
ولا تحسبن (¬1) الذين قتلوا في سبيل الله} في الجهاد، وفي إحياء دين الله، ويخرج في جميع طاعة الله تعالى، {أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون(169)} قيل: أحياء في الدين، وقيل: في الذكر، وقيل: يرزقون مثل [ما] يرزق سائر الأحياء، يأكلون ويشربون؛ وهو تأكيد لكونهم أحياء، وصف حالهم التي هم عليها من التنعم برزق الله تعالى فيما قيل؛ والله أعلم بحقيقة حالهم.
{فرحين بما آتاهم الله من فضله} وهو التوفيق في الشهادة، وما ساق إليهم من الكرامة والتفضيل على غيرهم، من كونهم أحياء مقربين. يروى عن النبيء - صلى الله عليه وسلم - : «لما أصيب إخوانكم بأحد، جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر، تدور في أنهار الجنة وتأكل من ثمارها، وتأوي في قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش» (¬2) .
{
¬__________
(¬1) - ... في الأصل: + «تحسبن» وهو تكرار.
(¬2) - ... عن مسروق قال سألنا عبد الله عن هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} قال أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال: «أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل...». مسلم: كتاب الإمارة، رقم 3500؛ الترمذي: كتاب تفسير القرآن، رقم 2937؛ ابن ماجه: كتاب الجهاد، رقم 2791؛ الدارمي: كتاب الجهاد، رقم 2303. العالمية: موسوعة الحديث، مادة البحث: «قناديل معلقة».
Page 193