182

Tafsir Muqatil

تفسير مقاتل بن سليمان

Investigator

عبد الله محمود شحاته

Publisher

دار إحياء التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ

Publisher Location

بيروت

لا حاجة له فى النساء فَلَمَّا بشر زَكَرِيّا بالولد. قَالَ لجبريل- ﵇ فى المخاطبة قالَ رَبِّ أَنَّى يعني من أَيْنَ يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ «١» يَقُولُ ذَلِكَ تعجبا، لأنه كان قَدْ «٢» يبس جلده عَلَى عظمه من الكبر قالَ جبريل- ﵇ كَذلِكَ يعني هكذا قال ربك إنَّه يَكُون لك ولد اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشاءُ «٣» - ٤٠- أن يجعل ولدا من الكبير والعاقر لقوله قَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً يعني علما للحبل قالَ آيَتُكَ إذا جامعتها عَلَى طهر فحبلت فإنك تصبح لا تستنكر من نفسك خرسا وَلا سقما، وَلَكِن تصبح لا تطيق الكلام أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا يعني إِلَّا إشارة يومئ بيده، أَوْ برأسه من غَيْر مرض وَلَم يحبس لسانه عن ذكر اللَّه- ﷿ ولا عن الصلاة [٥٤ أ] فكذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ- ٤١- يَقُولُ صل بالغداة والعشي، فأتى امرأته عَلَى طهرها فحملت وكان آية الحبل أَنَّهُ وضع يده عَلَى صدرها، فحملت فاستقر الحمل فِي رحمها فحبلت بيحيى» . فأصبح لا يستطيع الكلام فعرف أن امرأته قَدْ حبلت فولدت يحيى- ﵇ فلم يعص اللَّه قطّ وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ جبريل- ﵇ وحده يا مَرْيَمُ وهي فى المحراب إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ يعني اختارك وَطَهَّرَكِ من الفاحشة والألم وَاصْطَفاكِ يعنى واختارك عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ- ٤٢- بالولد من غير بشر

(١) فى أ: وامرأتى عاقر وقد بلغني الكبر. (٢) فى أ: قد كان. (٣) فى أ: ويفعل ما يشاء. (٤) كان الحمل بيحيى بعد جماع زكريا لزوجته. أما أنه وضع يده على صدرها فحملت- فأمر تتوقف فى قبوله ولم أجده فى كتب التفسير الموثوق بها. أنظر ابن كثير والقرطبي.

1 / 275