Tafsir Muqatil
تفسير مقاتل بن سليمان
Investigator
عبد الله محمود شحاته
Publisher
دار إحياء التراث
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٣ هـ
Publisher Location
بيروت
(١) أ: فإذا [.....] (٢) هكذا فى أ، ل. والمراد أن عيسى حين نطق فى المهد كان ابن ستة أشهر (أى أشهر الحمل) وقد صدقه يحيى وكان عمر يحيى حينئذ ثلاث سنوات. (٣) جاء فى تفسير ابن كثير ١: ٣٦١، ٣٦٢. قال القاضي عياض فى كتابه الشفاء: اعلم ان ثناء الله- تعالى- على يحيى أنه كان (حصورا) ليس كما قال بعضهم أنه كان هيوبا أو لا ذكر له. بل قد أنكر هذا حذاق المفسرين ونقاد العلماء وقالوا: هذه نقيصة وعيب ولا يليق بالأنبياء- ﵈ وإنما معناه أنه معصوم من الذنوب أى لا يأتيها كأنه حصور عنها. وقيل ليست له شهوة فى النساء وقد بان لك من هذا أن عدم القدرة على النكاح نقص وإنما الفضل فى كونها موجودة ثم يمنعها إما بمجاهدة كعيسى أو بكفاية من الله- ﷿ كيحيى- ﵇ ثم هي فى حق من قدر عليها وقام بالواجب فيها ولم تشغله عن ربه: درجة عليا وهي درجة نبينا- ﷺ الذي لم يشغله كثرتهن عن عبادة ربه، بل زاده ذلك عبادة بتحصينهن وقيامه عليهن وإكسابه لهن وهدايته إياهن بل قد صرح أنها ليست من حظوظ دنياه هو وإن كانت من حظوظ دنيا غيره فقال «حبب إلى من دنياكم» هذا لفظه. والمقصود أنه مدح ليحيى بأنه حصور ليس أنه لا يأتى النساء بل معناه كما قال هو وغيره: أنه معصوم من الفواحش والقاذورات ولا يمنع ذلك من تزويجه بالنساء الحلال وغشيانهن وإيلادهن. بل قد يفهم وجود النسل له من دعاء زكريا المتقدم حيث قال هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً كأنه قال ولدا له ذرية ونسل وعقب. والله أعلم.
1 / 274