لَا تسبوا الدَّهْر فَإِن الله هُوَ الدَّهْر
مَعْنَاهُ أَن الْعَرَب كَانُوا يَقُولُونَ عِنْد النَّوَازِل أَصَابَنَا الدَّهْر وتذمه وَذَلِكَ فِي أشعارهم وَفِيمَا حَكَاهُ الله تَعَالَى عَنْهُم من قَوْلهم
﴿وَمَا يُهْلِكنَا إِلَّا الدَّهْر﴾
فَقيل لَهُم لَا تسبوا فَاعل ذَلِك بكم فَإِن ذَلِك هُوَ الله ﷿ والدهر مصرف تقع بِهِ التأثيرات كَمَا تقع بكم
خمس من الْفطْرَة
أَي من الدّين وَفِي مَوضِع اخر هديت أَي إِلَى الْإِسْلَام الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا وأكدت بِأخذ العهود عَلَيْهِم فِيهَا
أُوتيت جَوَامِع الْكَلم
يَعْنِي الْقرَان جمع الله بِلُطْفِهِ وحكمته فِي الْأَلْفَاظ الْيَسِيرَة مِنْهُ مَعَاني كَثِيرَة وَرُوِيَ فِي صفته ﷺ أَنه كَانَ يتَكَلَّم بجوامع الْكَلَام أَي أَنه كَانَ كثير الْمعَانِي قَلِيل الْأَلْفَاظ
تنتثلونها
أَي تستخرجونها والانتثال والنثل نثرك الشَّيْء بِمرَّة وَاحِدَة يُقَال نثل مَا فِي كِنَانَته إِذا صبها ونثرها
المفاتيح
كل مَا يتَوَصَّل بِهِ إِلَى اسْتِخْرَاج المغلقات عَلَيْهَا الَّتِي يتَعَذَّر الْوُصُول إِلَيْهَا فَأخْبر ﵇ أَنه
أعْطى مَفَاتِيح خَزَائِن الأَرْض
وَهُوَ مَا سهل لَهُ ولأمته من اسْتِخْرَاج الممتنعات وافتتاح الْبِلَاد المتعذرات وَمن كَانَ فِي يَدَيْهِ مَفَاتِيح شَيْء سهل عَلَيْهِ الْوُصُول إِلَيْهِ وَذَلِكَ قَوْله ﵇
أَعْطَيْت مَفَاتِيح الْكَلم
هُوَ مَا سهل عَلَيْهِ من الْوُصُول إِلَى غوامض الْمعَانِي وبدائع الحكم الَّتِي أغلقت عَن غَيره